المصدر: Ermnews
السبت 12 تموز 2025 00:25:26
تشير الدلائل إلى أن إسرائيل قد تُتاح لها فرصة نادرة لإجراء حوار بنّاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع، والدفع قدمًا باتفاقية أمنية مع سوريا، وفقا لصحيفة "المونيتور"، التي قالت إن إسرائيل لا تزال تشكك في القيادة الجديدة.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت تل أبيب ستغتنم فرصة التقارب مع دمشق.
تشكيك إسرائيلي
وقال ناشط ورجل أعمال سوري بارز للنواب الإسرائيليين في القدس هذا الأسبوع إن الرئيس السوري أحمد الشرع ينظر إلى المناقشات المباشرة الجارية مع إسرائيل بوساطة الولايات المتحدة باعتبارها فرصة نادرة.
وأضاف شادي مارتيني، وهو مدير مستشفى سوري سابق فر من بلاده أثناء الحرب الأهلية هناك، في كلمة ألقاها خلال إطلاق مجموعة ضغط في الكنيست مخصصة لتعزيز السلام الإقليمي، أنه التقى الشرع في القصر الرئاسي في دمشق قبل نحو أسبوعين.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل لا تزال تشكك في النظام في دمشق، "نظرًا لماضي الشرع"، لكنها ترى أيضًا في صعوده فرصة لإنهاء عقود من العداء مع جارتها، على حد تعبيرها.
لقاء بين نتنياهو والشرع
وشجعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما في ذلك الرئيس وسفيره في تركيا، توم باراك، هذا التقارب بقوة.
وذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن سوريا لا تستبعد إمكانية عقد لقاء بين نتنياهو والشرع على هامش قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل.
وقال مسؤول دبلوماسي إسرائيلي يعمل على الملف السوري منذ سنوات عديدة، شريطة عدم الكشف عن هويته: "سوريا تفتقر إلى الموارد الطبيعية، وليس لها موقع استراتيجي، لكن من ناحية أخرى، لها حدود معنا، ولها حدود مع الأردن، واستقرارها بالغ الأهمية لاستقرار الأردن، وبالتالي لاستقرارنا أيضًا".
وأضاف: "التطورات مع سوريا مهمة لأنها كانت حتى وقت قريب جزءًا أساسيًا من المحور المعادي الذي يُحيط بإسرائيل؛ وبينما غيّرت سوريا موقفها، قد يكون لذلك أيضًا تأثير كبير على قدرتنا على منع إيران من إعادة بناء حزب الله، أو قدرتها على مواصلة تقويض الاستقرار الداخلي في لبنان".
اتصالات رفيعة المستوى
وتابعت الصحيفة بالقول إن التقارب مع سوريا يبدو رأيا سائدا أيضًا بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية؛ إذ صرّح مسؤول استخبارات إسرائيلي كبير سابق، شريطة عدم الكشف عن هويته: "إنّ الاتفاق مع سوريا، حتى لو لم يكن اتفاق سلام شاملًا، هو الخيار الأمثل إذا أردنا تعزيز إنجازاتنا ضد ميليشيا حزب الله خلال السنوات القليلة المقبلة، بل وحتى العقد المقبل".
ولفتت الصحيفة إلى أنه في عهد الرئيس السابق بشار الأسد، كانت سوريا بمثابة قناة رئيسة لنقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله.
وأردفت أن الاتصالات رفيعة المستوى لا تزال مستمرة، حيث يمثل إسرائيل اثنان من مساعدي نتنياهو المقربين، وهما وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي.
ويحاول الجانبان إيجاد حلٍّ للتغلب على العقبة الرئيسة أمام أي اتفاق؛ مطلب سوريا من إسرائيل إعادة مرتفعات الجولان التي احتلتها من السوريين عام 1967 وضمّتها عام 1981؛ والذي رفضته إسرائيل رفضًا قاطعًا.
وستمنح الصيغة قيد النقاش الشرع الشرعية الدولية والمساعدة التي تحتاجها بلاده بشدة، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل من المواقع الاستراتيجية داخل سوريا التي سيطرت عليها بعد سقوط حكومة الأسد لمنع تمركز القوات المعادية على طول حدودها.
وفي المقابل سوف تستفيد إسرائيل من التعاون الأمني مع سوريا، بما في ذلك عزل ميليشيا حزب الله وحرية التحليق فوق سوريا إذا قرر تجديد الضربات الجوية التي شنها الشهر الماضي على البرنامج النووي الإيراني، بحسب تقرير "المونيتور".