النازحون السوريّون في الشمال: لا مؤشرات للعودة الى بلدهم...

احتضن الشمال اللبناني، النزوح السوري، منذ بدء الازمة في سورية، الى حد انه استوعب اعدادا كبيرة من النازحين السوريين فاق عددهم في بعض المناطق اعداد اللبنانيين، خاصة في عكار.

نازحون في الشمال مضى على وجودهم اكثر من عشر سنوات، وجيل جديد ولد في لبنان لا يحوز هوية سورية...

 منذ نهار الاحد في الثامن من كانون الاول يقيمون الاحتفالات بسقوط النظام ورحيل الاسد في ساحات الشمال العامة من طرابلس الى عكار.

اعربوا عن فرحهم بولادة سورية الجديدة، لكنهم في الوقت عينه لم يعربوا عن رغبة جدية في العودة الى بلادهم.

وفي الوقت الذي يشهد فيه معبر المصنع ازدحاما في الاتجاهين، وقد سجل عودة كثيفة للنازحين عليه، بينما معابر الشمال مقفلة، الا بعض الثغر في معابر غير شرعية تشهد حركة تهريب ودخول الى لبنان لبعض العائلات السورية، وفي المقابل عودة بعض العائلات الى قراهم السورية منذ اخلاء المنطقة الحدودية السورية من قبل الاجهزة الامنية، ومن الهجانة، مما استدعى توسيع دائرة انتشار الجيش اللبناني والتشدد في عمليات التسلل، وقد شهد امس الاول انتشار عناصر هيئة تحرير الشام عند معبر العريضة واستلامه، ودخل عنصران من الهيئة الاراضي اللبنانية في العريضة طلبا من عناصر الجيش اللبناني التشدد في منع التسلل والتدقيق في الهويات...

 وسبق وصول عناصر الهيئة والفصائل المعارضة، دخول عناصر لبنانية الى مكاتب الامن والجمارك السورية حيث عبثوا بمحتوياته...

لا يبدو على النازحين السوريين في الشمال اي نية للعودة الى مدنهم وقراهم، على الاقل في الاسابيع القليلة المقبلة، ربما لانهم ينتظرون  ما ستؤول اليها الاوضاع في بلدهم، والبعض الآخر اجاب بانه اسس عملا له في لبنان، وهو موقف العديد منهم، وبالتالي فانه يستفيد من تقديمات الامم المتحدة، في الوقت انهارت فيه العملة السورية بشكل مريع، مع شبه انعدام لفرص العمل في سورية.

في المقابل رأى عدد من فاعليات اجتماعية شمالية ان انتفاء اسباب النزوح السوري بسقوط النظام يستدعي تحركا سريعا وجديا من السلطات اللبنانية لاعادة النازحين الى بلدهم والبدء بتطبيق اجراءات العودة، وانه ليس من مبرر لبقاء اي نازح على الاراضي اللبنانية، وبالتالي فان المطلوب من مفوضية اللاجئين وقف المساعدات المقررة، وصرف الموازنة المقررة لهم بمساعدتهم في العودة.

لكن يمكن تسجيل جملة ملاحظات:

اولا، ان التجمعات السورية في عكار وطرابلس وبقية المناطق، لم تشهد لغاية الآن اي استعدادات للعودة.

ثانيا، ان مخيمات النزوح والمجمعات في مختلف انحاء الشمال لم تسجل عودة نازحين، باستثناء القليل من العائلات.

 ثالثا، ان غالبية النازحين قد ارتبطوا باعمال ووظائف في محلات وورش ومؤسسات، ويبدون رغبة في البقاء بلبنان ضمن الاطر القانونية المرعية الاجراء، لانعدام فرص العمل في بلادهم في الوقت الراهن.