"النخاليّة الورديّة": حالة جلديّة مزعجة للأطفال... لكن هل هي خطرة؟

تنتشر الأمراض الجلدية بين الأطفال بشكل كبير، حيث يعاني العديد من الأطفال من حالة جلدية واحدة أو أكثر خلال سنواتهم الأولى. يتجاوز تأثير هذه الأمراض الانزعاج الجسدي، حيث يمكن أن تؤثر في تقدير الطفل لذاته، وصورة جسده، والتفاعلات الاجتماعية، ورفاهه النفسي والاجتماعي بشكل عام. يمكن أن تؤدي الأمراض الجلدية عند الأطفال إلى الحكة والألم واضطرابات النوم والمضاعفات المحتملة إذا تركت دون علاج. لذا، يعد التشخيص في الوقت المناسب والإدارة المناسبة أمرًا ضروريًا للتخفيف من الأعراض ومنع المضاعفات ودعم النمو الصحي للطفل.

وفي هذا الصدد، كشف الاختصاصي في طب الأطفال د. نيكولا عطية عن واحدة من الحالات المرضية الجلدية التي يصاب بها الأطفال وهي النخالية الوردية، وهي اشبه بطفح جلدي يبدأ غالبًا في شكل بقعة بيضاوية على الوجه أو الصدر أو البطن أو الظهر.

تحدث عدوى الوردية نتيجة فيروس، عادة ما يكون فيروس الهربس البشري 6 أو فيروس الهربس البشري 7 في بعض الأحيان. وتنتشر العدوى بالتعرض للعاب الشخص المصاب، كما يحدث في حالات الشُرب من كوب واحد، أو عبر الهواء كما يحدث في حالة سعال المصاب بالوردية أو عطاسه. ويستغرق ظهور الأعراض من 9 إلى 10 أيام بعد مخالطة شخص مصاب بالعدوى. كما تتوقف قابلية الوردية للعدوى بعد انتهاء الحمى بمدة 24 ساعة.

ماذا عن الأعراض؟

بحسب د. عطية، تظهر النخالية الوردية عند الأطفال بخصائص مماثلة لتلك التي تظهر عند البالغين، وعادة ما يبدأ بظهور بقعة واحدة، غالبًا ما تكون مستديرة أو بيضاوية، ذات لون وردي أو أحمر، وقد تكون مرتفعة قليلاً. عادة ما توجد البقعة على الجذع أو الرقبة أو الفخذين. بالإضافة إلى أعراض أخرى أكثر حدة، أبرزها الحمى. غالبًا ما تبدأ الوردية بحُمى شديدة، ترتفع معها درجة الحرارة لتتجاوز 39.4 درجة مئوية، وهي تبدأ فجأة وتستمر لمدة تتراوح بين 3 و5 أيام. وقد يصاب بعض الأطفال كذلك بالتهاب الحلق أو سيلان الأنف أو السعال تزامنًا مع الحمى أو قبلها. وقد تتورم العقد اللمفية أيضًا في رقبة الطفل.

فهذه الأعراض الجهازية هي الأكثر شيوعًا عند الأطفال الأصغر سنًا وقد تساهم في الشعور العام بعدم الراحة. والجدير بالذكر أن النخالية الوردية محدودة ذاتيًا بشكل عام، حيث تختفي الأعراض عادةً في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع، على الرغم من أنها قد تستمر أحيانًا لفترة أطول.

فضلاً عن الإسهال الخفيف، انخفاض الشهية للطعام وتورُّم الجفون.

الفئة الأكثر عرضة

في حين أن النخالية الوردية يمكن أن تؤثر على الأفراد من جميع الأعمار، إلا أنها أكثر شيوعًا عند المراهقين والشباب. ومع ذلك، فإن الأطفال ليسوا محصنين ضد هذه الحالة، وقد يصاب الأطفال عادةً بها عند بلوغهم عمر السنتين. قد تتأثر قابلية الأطفال للإصابة بالنخالية الوردية بعوامل مختلفة، بما في ذلك نظام المناعة الذي لا يزال في طور النمو وزيادة التعرض للمحفزات المحتملة، مثل العدوى الفيروسية في المدرسة أو أماكن الرعاية النهارية. تجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو بعض الحالات الطبية الأساسية قد يكون لديهم قابلية متزايدة للإصابة بالنخالية الوردية.

أما بالنسبة للوقاية والعلاج، فلا يوجد لقاح للوقاية من الوردية. ولكن يمكن حماية الآخرين عن طريق إبقاء الطفل المريض في المنزل لحين زوال الحمى وانقضاء مدة 24 ساعة بعدها. وحتى في حال بقي الطفح الوردي موجودًا، فلن يكون المرض ناقلًا للعدوى.