الوفود القضائية الأوروبية تغادر بيروت معززة بالوثائق والأدلة

تغادر الوفود القضائية الأوروبية بيروت اليوم السبت، متوجهة الى فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ، لدراسة نتائج التحقيقات التي أجرتها في بيروت على مدى خمسة أيام متواصلة واستمعت خلالها الى موظفين كبار في مصرف لبنان ونواب سابقين للحاكم رياض سلامة وأصحاب مصارف تجارية لبنانية.

ولم يحدد بعد موعد الجولة المقبلة من التحقيقات، لكن مصدرا قضائيا رفيعا أبلغ «الأنباء» بأن الوفود «ستعود الشهر المقبل الى لبنان لاستكمال تحقيقاتها مع 18 شخصا ممن وردت أسماؤهم ضمن الاستنابة التي تسلمها القضاء اللبناني مطلع الشهر الجاري».

ويبدو أن حقائب المحققين الأجانب عادت مليئة بالمستندات والوثائق التي بحثوا عنها في بيروت لتعزيز ملفاتهم. وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه إن «الملفات الأوروبية باتت جاهزة لتوجيه الاتهام لأشخاص لبنانيين ومسؤولين ماليين تحوم حولهم شبهات تبييض الأموال والفساد والاختلاس». وأضاف «من المؤكد أن القضاة الاوروبيين سيستمعون في الجولة اللاحقة الى حاكم مصرف لبنان ومقربين منه بينهم شقيقه رجا، حول التحويلات المالية من لبنان إلى أوروبا والتي بلغت قيمتها 320 مليون دولار ومعرفة مصدرها».

واجتمع النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات ظهر أمس الجمعة بالوفود الأوروبية التي ابلغته ارتياحها للتعاون الذي ابداه القضاء اللبناني معها، وقال عويدات لـ«الأنباء»، إن «تقييمنا لجولة التحقيق الأولى ايجابي ويمكن البناء عليه لتعاون يخدم الملف اللبناني». وتابع عويدات «احترمنا المعاهدة الدولية الخاصة بمكافحة الفساد، كما احترمنا القانون اللبناني من خلال التعاون مع الاوروبيين ومشاركتنا في التحقيقات وإدارة الجلسات، وبكل ما يحفظ السيادة الوطنية».

وختم القضاة الاوروبيون تحقيقاتهم بجلستين عقدتا أمس، الأولى استمعوا خلالها الى رئيسة مجلس إدارة بنك البحر المتوسط ريا الحسن، والثانية الى إفادة رمزي عكاوي وهو موظف في شركة تدقيق مالية، وذلك بمشاركة المحامين العامين لدى محكمة التمييز القاضيين ميرنا كلاس وعماد قبلان.