اليوبيل الذهبي لرحيل بيكاسو... فهل كان "وحشاً" أو "عبقرياً"؟

8نيسان 1973، غادر بيكاسو هذا العالم تاركاً وراءه إرثاً خالداً طبع عالم الفنّ وغيّر معاييره. واليوم بمناسبة ذكرى رحيله الخمسين، سيُقام حوالي 40 عرضاً حول العالم لإظهار الرسام الشهير بـ"مختلف أبعاده". "خزفيات بيكاسو"، "بيكاسو والنسوية"، "الأبيض في أعمال بيكاسو"، "بيكاسو بعدسات أشهر المصورين"، "بيكاسو الشاب في باريس"، و"بيكاسو النحات"... مواضيع كثيرة تعالجها الأنشطة المختلفة المُقامة لمناسبة "سنة بيكاسو"، في فرنسا وإسبانيا.

وثمّة من يعتبر بيكاسو بمثابة "عبقري" أو "أهّم رسّام في التاريخ"، منهم رئيس مركز بومبيدو في باريس، برنار بليستين الذي قال إنّ "القوة المدمِّرة لعمل بيكاسو مقارنة بعمل الآخرين، والاختراع الدائم، وعبور عبر جميع التيارات الفنية، والتجارب الممتدة لأكثر من 80 عاماً والرغبة في إثارة الإعجاب والجدل في آن واحد... لا مثيل له".

كما يعتبر مدير متحف بيكاسو في برشلونة، إيمانويل غيغون، أنّه بعد مئات المعارض المخصصة له، يظلّ الرسام "مصدراً لا ينضب للمتاحف".
لكن لدى البعض اعتبارات مختلفة، اذ يواجه باولو بيكاسو اليوم اتهامات بـ"كراهية النساء"، و"العنف ضد شريكات حياته السابقات".

وبحسب مقال لموقع "ذي إيكونوميست" البريطاني، كان بيكاسو من بين أعظم فناني القرن العشرين، لكنه بالموازاة، معنِّف ولديه "هوس مقرف " للنساء الأصغر سنًا (40 عامًا أصغر في حالة فرانسواز جيلوت).
وكانت حفيدته مارينا علّقت على علاقاته قائلةً: "بمجرد الاستمتاع معهن لفترة وجيزة، يتخلص منهن". اثنتان من بين العشيقات أقدمتا على قتل نفسيهما.

في كتابها "الوحوش"، تُعرّف الكاتبة كلير ديدرير بيكاسو على أنه "عبقري حديث نموذجي": فنان ينظر إلى نسائه على أنهن منتجات، مشيرةً إلى أنّ الرجال فقط هم من يبررون تصرفه، وتسأل في كتابها: "كيف لنا أن نشعر حيال عباقرة تصرفوا بطريقة فظيعة لكنهم صنعوا فناً رائعًا".
لكن بالرغم من اختلاف الآراء، لا يمكننا الا اعتبار بيكاسو من أعظم فناني القرن الـ20، إذ شارك في العديد من التيارات الفنية التي انتشرت في جميع أنحاء العالم آنذاك، والتي كان لها تأثير كبير على كبار الفنانين من المعاصرين.

واخترع بيكاسو أشكالاً فريدة ومبتكرة من أساليب وتقنيات فنية جديدة وفريدة، طبعت عالم الفنّ، ومنه "الرسم التكعيبي".