المصدر: النهار
الكاتب: مجد بو مجاهد
الخميس 19 كانون الاول 2024 07:26:10
بين الأرز اللبنانيّ وإكليل الغار اليوناني، كثيرة هي الاهتمامات المشتركة بين بلدين في منطقة متماوجة مع المدّ والجزر السياسي على البحر الأبيض المتوسط. إنها بمثابة شواغل متنوعة، حضرت على طاولة المشاورات في خضمّ زيارة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والوفد المرافق للبنان شمولاً باجتماع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. واتّخذت الجولة طابعاً تضامنيّاً مع لبنان ومسانداً له مع الاعتناء خاصّة بدعم الجيش اللبناني وعمل قوّات "اليونيفيل" بهدف تنفيذ القرار الدولي 1701. وتمثّل الجانب الآخر الأكثر أهمية الذي تمحور التشاور حوله بحسب معطيات "النهار"، في ملفّ النزوح السوريّ مع التعريج على التطورات الحاصلة في سوريا، رغم أن زيارة ميتسوتاكيس للبنان كانت مقرّرة قبل سقوط نظام بشار الأسد، وقد تأجّلت سابقاً مرّتين لأسباب خاصّة به. في أثناء اللقاء مع الرئيس ميقاتي، أكّد رئيس الوزراء اليوناني موقفاً ثابتاً حيال ملفّ النزوح وأهمية رجوع النازحين السوريين إلى بلدهم، ما يلاقي الهدف اللبناني أيضاً خصوصاً بعد المتغيرات السورية.
وقد تشارك الجانبان اللبناني واليوناني في انطباعات متلاقية حول ملف النزوح السوري، مع تأكيد الإبقاء على التنسيق حوله خلال هذه الفترة. وبحثت جولة ميتسوتاكيس اللبنانية التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين في مجالات متنوّعة خصوصاً مع وجود جالية لبنانية في اليونان. وطلب ميقاتي خلال الاجتماع مع ميتسوتاكيس، التشاور اللبناني مع الخبرات اليونانية حول تجربة اليونان مع الانهيار الاقتصادي والسبل التي اتخذت لخروج اليونان من الأزمة الاقتصادية، ما يمكن أن يساعد لبنان في البحث عن حلول من خلال صندوق النقد الدولي للخروج من أزمته الاقتصادية التي لا يزال لها تأثيرها على المجتمع اللبنانيّ. في غضون ذلك، وضعت نقاط لمتابعة البحث في موضوع التعاون الاقتصادي من خلال الأطر الديبلوماسية بين البلدين.
ولم تغفل المحادثات العلاقات الوطيدة بين لبنان واليونان ما يجعل هدف الجولة البحث في مؤازرة لبنان خلال هذه المرحلة، وخاصّة على مستوى الجيش اللبناني لتنفيذ اتفاق وقف النار والإبقاء على التنسيق في ملف النزوح السوري. في استنتاج خاصّ برئاسة الحكومة اللبنانية، أخذت الملفات الآنية جميعها جزءاً من الاهتمام في اللقاء الذي جمع ميتسوتاكيس وميقاتي مع حرص مشترك على تعزيز العلاقات الديبلوماسية على أن تتّخذ انطلاقاً من أسس الصداقة والتنسيق في المواضيع الخاصة بالدول المتموضعة على البحر الأبيض المتوسط مع وضع أطر عملانية للتعاون المستقبلي في كلّ الملفات الآنفة الذكر. وإذ هناك تطلع نحو تعاون أشمل، تثني رئاسة الحكومة اللبنانية على أهمية انضمام اليونان للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي ما يمكن أن يساعد لبنان في ملفات عدّة.
الجدير تأكيده، حصول لقاء خاصّ في السرايا بين قائد الجيش اللبناني ورئيس الأركان العامة للدفاع الوطني اليوناني. في معطيات "النهار"، أكّد رئيس الأركان خلال ذلك اللقاء على تحضيرات يونانية بهدف مساعدة الجيش اللبناني وخصوصاً على مستوى الآليات والتقديمات العسكرية.