المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الأربعاء 9 كانون الاول 2020 16:05:53
منذ ايام وقع إنفجار في بلدة جباع الجنوبية في اقليم التفاح لم تُعرف اسبابه. وبما ان المنطقة معروفة بأنها عسكرية خاضعة لنفوذ حزب الله، تعامل الاخير مع الحادثة وكأنها لم تحصل من اساسها. فلم يصدر عنه اي بيان ينفي او يؤكد ما حصل.
الا ان المعلومات التي تم تداولها نقلاً عن مصادر مقرّبة من الحزب، اشارت الى ان الانفجار ناجم عن مناورات عسكرية يُجريها الجيش في كفرفالوس الامر الذي نفته مصادر عسكرية لاحقا، الامر الذي يطرح علامات استفهام حول حقيقة ما جرى في جباع؟ ولماذا الترويج لـ"خبرية" مناورات عسكرية في وقت ان الجيش عندما يقوم باعمال مشابهة يُصدر بياناته قبل حصولها من اجل تنبيه سكان المناطق المجاورة من اصوات المناورات والاسلحة التي سيستخدمها.
واعاد ما حصل في جباع الى الاذهان الانفجار الذي وقع منذ فترة في بلدة عين قانا الجنوبية في مبنى يستخدمه حزب الله كمستودع لاسلحة من مخلّفات الحرب انفجرت بسبب خطأ واحتكاك كهربائي، بحسب ما افادت آنذاك اوساط الحزب الذي ضرب طوقاً امنياً لدى وقوع الانفجار ومنع القوى الامنية من الاقتراب والقضاء من فتح تحقيق بما جرى.
وفي حين ترك الانفجاران تساؤلات كثيرة حول اسباب حصولها وحول وجود مخازن اسلحة بين الاهالي داخل المدن، ما يفتح جملة تساؤلات منها هل ستطالب الدولة الحزب بإخراج مخازنه الى خارج القرى سواء في الجنوب او البقاع او بعلبك، اعتبر المحلل العسكري العميد المتقاعد خليل الحلو لـ"المركزية" "ان "خبرية" المناورة في جباع غير واقعية، لان الجيش لا يُقيم مناورات في منطقة تخضع لسيطرة حزب الله، لان اي خطأ قد يُسبب مواجهة بين الطرفين، وبالتالي في ظل غياب التأكيدات والمعلومات الدقيقة، فان المرجّح ان يكون ما حصل في جباع استهداف اسرائيلي كما حصل في عين قانا".
وقال "اسرائيل باتت تعتمد طريقة جديدة بالهجومات ضد "حزب الله" في لبنان، بحيث تستهدف من خلال أسلحة متطورة تُطلق عن بُعد اهدافاً دقيقة من دون ان تتبنى العملية، وهذا التكتيك الجديد بالمواجهة يُعطي اسرائيل "ذريعة" للنكران كما يُعطي في الوقت نفسه حزب الله مجالاً لعدم الردّ بل تبرير ما يجري بانه ناتج عن احتكاك كهربائي او خطأ تقني".
ولفت الى "ان هذا النوع الجديد من الحرب بين اسرائيل وايران من خلال التفجيرات الغامضة التي تحصل بين الحين والاخر في طهران، وبين اسرائيل وحزب الله من خلال ما جرى في عين قانا وجباع، يعني ان المواجهة الشاملة العسكرية غير واردة، والردّ عليها غير وارد لا من جانب ايران ولا جانب حزب الله".
واعتبر "ان الاجواء العسكرية المُخيّمة على المنطقة كمثل وصول طائرة B52 ذات المواصفات العسكرية والاستراتيجية الخارقة ليست سوى رسائل تحذيرية الى ايران بعدم القيام باي مغامرة سواء مباشرة او غير مباشرة عبر اذرعها العسكرية في المنطقة".
واشار حلو الى "ان ما جرى في جباع وقبله في عين قانا بديل عن الحرب الشاملة، لان مع التطور التكنولوجي الهائل في مجال الاسلحة، لم تعد اسرائيل بحاجة الى حرب شاملة لضرب اخصامها، وانما تلجأ الى ضربات دقيقة للاهداف العسكرية من دون ان تُسبب خسائر بشرية هائلة كما يحصل في المواجهات الشاملة".