المصدر: العربية
الأحد 27 أيلول 2020 16:23:39
قال الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية العميد المتقاعد خالد حمادة لـ"العربية.نت"، إنه و"بقدر ما لم يستطع الفرنسيون فرض مبادرتهم لحل الأزمة اللبنانية التي حملها الرئيس ماكرون إلى بيروت خلال زيارتيه المتتاليتين عقب انفجار المرفأ بعدم تشكيل حكومة جديدة، بقدر ما عجز الثنائي الشيعي، خصوصاً حزب الله عن فرض شروط بالاحتفاظ بوزارة المال، وهذا يعني أننا أمام عملية تعطيل متبادلة. فلنتذكّر أن في الاستحقاقات الدستورية السابقة كان حزب الله يفرض رئيس الجمهورية ورئيس الحكومات، أما اليوم فلم يستطع فرض وزير مالية على من يُشكّل الحكومة".
كما أكد أن لبنان دخل في أزمة مفتوحة، وأن مشروع حزب الله يتهالك داخليا وخارجيا، لأنه محاصر في الخارج بالعقوبات الأميركية التي ارتفعت وتيرتها وستشتد في الأيام المقبلة، كما أن سيناريو الانفجار الذي استهدف مركزاً تابعاً للميليشيا في عين قانا في جنوب لبنان منذ أيام سيتكرر قريباً في مناطق لبنانية أخرى، بحسب تعبيره.
في الإطار، تحدّثت مصادر مطّلعة لـ"العربية.نت"، كاشفة أن انفجار عين قانا الذي استهدف مخزن سلاح تابع لـ"حزب الله" هو عمل أمني بتوقيع إسرائيلي، خصوصاً أن أجواء الجنوب كانت تعجّ بالطيران الحربي الإسرائيلي الذي كان يُحلّق على مستوى منخفض فوق مناطق عدة، قبل ساعات من الانفجار.
سيناريو انفجار عين قانا سيتكرر
وفي حين شبّهت المصادر انفجار عين قانا بانفجار مرفأ بيروت لجهة حجم الدمار الذي لحق بمنطقة التفجير وتدمير المبنى بشكل كامل، جزمت بأن انفجار قانا الذي وقع لن يكون الأخير، مشيرة إلى أن الفترة القادمة ستشهد استهدافات لمراكز تابعة لـ"حزب الله" في مناطق لبنانية أخرى، لاسيما في البقاع.
كذلك لفت حمادة إلى أن الصراع مفتوح بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، والأخيرة تريد المنازلة في لبنان واستعماله كورقة للتفاوض مع الأميركي وليس مع الفرنسي، من هنا سقطت المبادرة الفرنسية. وحزب الله "المأزوم" يريد إنقاذ وجه إيران في لبنان في وقت يتراجع نفوذها في العراق منذ وصول مصطفى كاظمي إلى سدّة الحكم، وفي وقت لا ترى إيران لنفسها أي دور في سوريا بحكم الضربات الإسرائيلية ضدها والتضامن الروسي مع هذه الضربات، وكذلك في ظل اتفاقات التطبيع التي تُجريها واشنطن بين دول عربية وإسرائيل".
وأكد أن إيران التي تراهن على نتائج الانتخابات الأميركية المقررة في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لجهة عقد اتّفاق مع الإدارة الجديدة، سيكون خاسراً، لأن الاستراتيجية الأميركية ثابتة.