انهيار جديد بسعر صرف الليرة التركية

سجّل سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية ارتفاعاً ملحوظاً، اليوم الخميس، ليبلغ 39.31 ليرة تركية للدولار الواحد، بزيادة قدرها 0.14 ليرة، ما يعادل ارتفاعاً بنسبة 0.3% مقارنةً بجلسة التداول السابقة. كما صعد سعر صرف اليورو إلى 45.70 ليرة تركية لليورو الواحد، مسجّلاً ارتفاعاً يومياً بمقدار 0.66 ليرة، أي ما يعادل 1.4%.

وفي تداولات السوق غير الرسمية، تم تسجيل الدولار عند 40 ليرة تركية، بينما بلغ سعر صرف اليورو 45.5 ليرة، مع انخفاض الليرة وسط ترقّب في السوق لإجراءات نقدية ومالية متوقعة، منها إنهاء العمل بالوديعة التركية المحمية، واستمرار رفع سعر الفائدة المصرفية في الجلسة المقبلة للجنة السياسات في المصرف المركزي، بعد الرفع في الجلسة السابقة بمقدار 3.5 نقاط، ليصل سعر الفائدة إلى 46%، ما يعكس استمرار الضغط على الليرة التركية وانخفاضها أمام العملات الأجنبية.

في السياق، يقول الاقتصادي التركي أوزجان أويصال لـ"العربي الجديد"، إنّ موسم السياحة حتى الآن لم يكن على مستوى التوقعات، ما أخّل بالمعروض النقدي وزاد الطلب على الذهب والعملات الأجنبية، كما أنّ أقساط الديون الخارجية تؤثر على كتلة الدولار في السوق. ويضيف أويصال أنّ موسم السياحة لا يزال في بدايته، ومن المتوقع تحقيق عائدات بنحو 65 مليار دولار هذا العام، بعد أن بلغت 61 ملياراً العام الماضي. كما يُعوَّل على الصادرات لتحقيق رقم 265 مليار دولار كانت قد وصلت إليه العام الماضي. وبذلك يُتوقع أن تستقر العملة وتبدأ سلسلة التعافي، بالتزامن مع تراجع التضخم الذي بدأت تشهده تركيا منذ ثلاثة أشهر.

وكان وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك، قد أكد، في تصريحات أدلى بها قبل أيام، أنّ الاقتصاد التركي بدأ يدخل مرحلة جديدة من التعافي والاستقرار، معلناً أنّ البلاد تجاوزت الفترة الصعبة، وأنّ المؤشرات الحالية تمهد لمرحلة سيتحقق فيها استقرار دائم في الأسعار، بما ينعكس إيجاباً على القدرة الشرائية للمواطنين بحلول عام 2026.

وقال شيمشك إنّ السياسات الاقتصادية المتبعة، وخصوصاً ما يتعلق بالتضييق النقدي والانضباط المالي، بدأت تؤتي ثمارها، مشيراً إلى أن معدلات التضخم بدأت بالانخفاض التدريجي، وستستمر في التراجع خلال الأشهر المقبلة. وأضاف أنّ البلاد تعمل على استعادة الاستقرار الكلي والثقة في الأسواق، وهذا يتطلب الصبر، وأضاف: "لكننا على الطريق الصحيح".