المصدر: وكالة الأنباء المركزية
The official website of the Kataeb Party leader
السبت 17 تشرين الأول 2020 14:21:18
بلغ السيل الزبى بين التيار الوطني الحر وحزب الله. ما جهد الطرفان لإشاحة النظر عنه لسنوات طوال، بات اليوم عصيا على الاخفاء. ذلك أن استعادة قصيرة لبعض ما جرى بين الجانبين في الفترة الماضية يؤكد أن تفاهم مار مخايل تعرض لنكسات جديدة قد تكون أول الغيث على طريق الطلاق بين الحليفين. وفي السياق، تذكر أوساط سياسية مراقبة عبر "المركزية" أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رأى في مبادرة فرنسا فرصة لانقاذ العهد الذي اكتوى بنار انفجار مرفأ بيروت، وأفسح مجال التكليف أمام السفير مصطفى أديب.
إلا أن الحزب قد يكون اعتبر، على حد قول المصادر، أن العقوبات الأميركية مؤشر إلى ضرورة انتظار ما سينتهي إليه السباق نحو البيت الأبيض في تشرين الثاني المقبل ليبنى على الشيء مقتضاه، فكان أن اغتنم الفرصة ليصفي حساباته مع المجتمع الدولي، ومع نادي رؤساء الحكومات السابقين... على حساب الرئيس عون وضرورة إنقاذ البلاد من أزمتها بشكل أكثر من عاجل، على وقع الزخم الدولي الذي تبدو فرنسا رأس حربته، وهي الساعية إلى تأكيد قوة حضورها الدولي في مواجهة "تسونامي" خيارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسياساته المثيرة للجدل.
انتهى المسلسل الحكومي في فصله الأول إلى رضوخ أديب لإرادة الثنائي في سحبه من الصورة المحلية لرسم معادلات جديدة، من دون أن يخفي المقربون من بعبدا وعدد من المحسوبين عليها امتعاضهم إزاء تكتيك التعطيل المتعمد، على وضع الغضب الدولي الذي فجره ماكرون شخصيا في مؤتمره الصحافي الأخير. بدليل أن تكتل لبنان القوي كان عبر في بياناته الأسبوعية عن امتعاضه إزاء المماطلة في تأليف الحكومة، مطلقا إشارات التمايز المقصود عن الحزب في كثير من الأحيان، إلى جانب معارك مواجهة الرئيس نبيه بري، كما كانت عليه الحال عند التفكير في محاولة تعويم قانون عفو عام شامل بذريعة وباء كورونا الذي اجتاح السجون. وفي وقت لم ترد الرئاسة الوقوف في موقع المواجهة المباشرة مع من يفترض أن يكون حليفا استراتيجيا، تولى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المهمة، فشن هجوما مركزا على الثنائي الشيعي في خطابه في ذكرى معركة 13 تشرين. هجوم ترفض أوساط سياسية مطلعة التعليق عليه، داعية إلى "إعفائها من المهمة".
وتذكر المصادر أن الضاحية لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء "القصف السياسي الباسيلي". بدليل أن الثنائي الشيعي أصدر فجر يوم الأربعاء (أي بعد ساعات على خطاب باسيل) بيانا انتقد فيه إقدام رئيس الجمهورية على تشكيل الوفد اللبناني المشارك في مفاوضات ترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي، مع العلم أن هذا المسار انطلق بعد إعلان الرئيس بري شخصيا اتفاق إطار واضحا لهذه المفاوضات. إلا أن الحزب نجح في فرض ايقاعه وارادته لجهة دفع السلطة اللبنانية الرسمية إلى الاستغناء عن ضم أحد موظفي وزارة الخارجية السابقين وممثل عن الرئاسة الأولى إلى الوفد، في ضوء معارضة الثنائي مشاركة مدنيين في المباحثات، مخافة إعطاء المفاوضات طابعا سياسيا قد يجر الأمور إلى التطبيع. هل إن ما يجري بين أركان التحالف الحاكم تفاصيل تكتيكية أم خلاقات بعيدة المدى قد تطيح ما بقي من اتفاق مار مخايل... قد يكون من المبكر التكهن في شأن الاجابة عن هذا السؤال. إلا أن ما قد تحمله الأيام المقبلة قد يقدم صورة أوضح...