ايران "الخطرة" تنتهي خلال أشهر...تَفاوُض ام ضربة قاصمة؟

على أحقية ادانة ايران "إستهداف إسرائيل المواطنين اللبنانيين الذين كانوا يعودون إلى منازلهم" وتأكيد وزارة خارجيتها "مسؤولية واشنطن وباريس بصفتهما راعيتين وضامنتين لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان"، تبدو الجمهورية الاسلامية القابعة في اصعب موقع على الاطلاق منذ سنوات اثر اندحارها من سوريا وتقليم اظافرها في لبنان وتراجع نفوذها بقوة في العراق، تجهد في سبيل اظهار نفسها قوية صامدة فتطلق مواقف تتصل بشؤون الدول التي انكفأت منها، ليس للعودة اليها، وهي على يقين ان العودة مستحيلة، انما لضخ جرعات دعم في نفوس من يناصرها في البيئات الشيعية وخصوصا في لبنان، وقد تولى ذراعها حزب الله يوم امس الاول تنظيم صفوف الاهالي وحثهم على العودة الى قراهم ومواجهة العدو الاسرائيلي، من دون ان يظهر في الواجهة، فانشرح صدره بمشاهد العائدين يرفعون اعلام الحزب وشعارات المقاومة فوق اطلال منازلهم وقد سوّتها اسرائيل بالارض.     

اصابع ايران في كل واقعة او حدث في لبنان ستبقى موجودة، ولو من خلف الكواليس، تقول مصادر سياسية متابعة لـ"المركزية" الى حين حسم واشنطن قرارها في شأن المصير الذي ستلقاه طهران، وما ستؤول اليه الاوضاع في داخلها، فإما تقتنع أن لا مخرج من ازماتها الا بالمفاوضات مع الغرب ، وتحديدا العدو الشرس لنظامها، الرئيس دونالد ترامب الذي أعلن في مقابلة  أجراها مع شبكة فوكس نيوز "أنه على استعداد للقاء طاغية كوريا الشمالية، لكن ليس القيادة الإيرانية الدينية ، فهي موضوع ديني شديد الخطورة"، او تمضي في الاصرارعلى  توسيع طموحاتها النووية لتهدد بها الخارج فتلقى الضربة العسكرية النهائية، وفق ما تتطلع اليه اسرائيل، لأن واشنطن لن تسمح بأن تحوز طهران على إمكانية تهديدها وحلفائها في الشرق الأوسط كل حين، وتنقذ اذرعها لا سيما حزب الله في لبنان حيث تستغل كل ظرف لاعادة احيائه ،او تعبث بأمن بعض دول الجوار من خلال الفتنة والتحريض والاغتيالات على غرار ما فعلت سابقاً.
ترامب اعلن انه "يريد منع تهديد طهران المتمثل في حصولها على الأسلحة النووية، وأنه يريد أن يكون لدى الإيرانيين "بلد عظيم". وهو لايستبعد عقد صفقة نووية جديدة معهم، إلا أن نظام التحقق من تنفيذ الإلتزامات ينبغي أن يكون موضع ثقة". 

ادارة ترامب ستفرض الشهر المقبل عقوبات جديدة على ايران تطال كبار العاملين في حقل النفط وتمارس سياسة "الضغط الأقصى" لحملها على تقديم تنازلات والا، فالضربة القاصمة في انتظارها، تفيد المصادر التي تتوقع الا يمتد الانتظار لأكثر من بضعة اشهر وتحديدا قبل  حزيران المقبل، خشية ان تعيد طهران بناء قوتها وتستعيد نفوذها ، فيما هي اليوم في وضع هش لا بدّ من استغلاله، خصوصا ان فرص الحل الدبلوماسي تبدو ضعيفة جداً.

إن سددت اسرائيل الضربة لإيران بمساعدة واشنطن، بعدما أصدر البيت الابيض تعليمات لوزارة الدفاع الأميركيةالبنتاغون لإلغاء تعليق فرضته إدارة بايدن على تزويد إسرائيل بقنابل زنة ألفي رطل، فإن اذرع اسرائيل او ما تبقى منها في المنطقة، ولاسيما في لبنان، ستقطع نهائيا، ذلك ان مدّها بالمال سيصبح انذاك مستحيلاً، فيما لا تزال ترسله اليوم بما تيسّر من وسائل، بعدما انقطع الدرب السوري عن لبنان، مع الادارة الجديدة بقيادة احمد الشرع ،وتوقف ضخ المال عبر  شريان الامداد الحيوي الذي وفره حليف ايران الرئيس المخلوع بشار الاسد. آنذاك يتنفس لبنان الصعداء وتتهالك الدويلة وسطوتها على الدولة فيقلع العهد الجديد بقوة وفاعلية.