المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يولا هاشم
الثلاثاء 16 كانون الثاني 2024 15:29:58
تطور مهم جدا سجل ليلا تمثل باستهداف الحرس الثوري الإيراني بصواريخ بالستية ما وصفه بـ" أهداف إرهابية" في كلّ من سوريا وإقليم كردستان العراق، في ما وصفته واشنطن بـ"المتهوّر" وأوقع في أربيل أربعة قتلى مدنيين على الأقلّ.
وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" نقلت عن الحرس الثوري قوله في بيان أنه "استهدف ودمر أحد المقرّات الرئيسية للموساد الصهيوني في إقليم كردستان العراق وان هذا المقر كان مركزاً لتوسيع العمليات التجسّسية والتخطيط للعمليات الإرهابية بالمنطقة وداخل إيران على وجه الخصوص. وأكد أيضاً أن القصف في سوريا طال أماكن تجمّع القادة والعناصر الرئيسية للإرهابيين وخاصة تنظيم داعش، مشيرا الى أنّ قصفه لهذه المواقع أتى "ردّاً على الأعمال الشريرة الأخيرة للكيان الصهيوني والتي أدّت إلى استشهاد قادة من الحرس الثوري ومحور المقاومة". وتوعّد الحرس الثوري في بيانه بأنّ "عملياته الهجومية ستتواصل حتى الثأر لآخر قطرة من دماء الشهداء" وان "أي عمل ضد ايران لن يمر من دون رد". فما هي أبعاد هذه الضربات؟
مدير مركز المشرق للدراسات الاستراتيجية، الدكتور سامي نادر يؤكد لـ"المركزية" "أنها المرة الاولى التي نشهد فيها دخولا مباشرا لايران على الساحة، وبالتالي نقطة التحول الاساسية ان الحرب لم تعد بالواسطة. ايران اليوم لم تحرك او تدعم او تمد بالمال او السلاح ما يسمى بالوسطاء او أدواتها او أذرعها، بل دخلت بشكل مباشر في المعركة، وهذه نقطة تحول مهمة. دخلت في المعركة لأنها أيقنت ان التهديد بات مباشرا للداخل الايراني. وهذا ما يجب ان نضعه بالتوازي مع دخول الولايات المتحدة الأميركية في المعركة بشكل مباشر ضد الحوثيين في البحر الاحمر.
ويضيف: "نلاحظ اولا، ان الأحداث بدأت تسلك مسارا تصعيديا في حين ان الكلام عن احتواء الحرب وعدم تمددها تقل أهميته. صحيح ان الأمور في البداية، وحتى الساعة يبدو ان اللاعبين الاساسيين لا يريدون الحرب، لكنهم قد ينجرّون إليها. ونذكّر دوماً بالحرب العالمية الأولى التي لم يكن أحد يريدها لكنهم انجرّوا إليها. لماذا؟ لأن فريقا واحدا او لاعبا "صغيرا" أو أحد اللاعبين قد يخطئ الحساب ويدفع مسار الامور الى حيث لا يمكن فرملتها . ثانياً، الحرب لم تعد بالواسطة عبر وسطاء ايران بل دخل الحرس الثوري أرض المعركة بشكل مباشر بسبب التداخل في الداخل الايراني. عندما تقول ايران بأن هناك مقرا للجواسيس الاسرائيلية، فهذه تهمة كبيرة وتطال أربيل والاكراد وقد تُغيّر في خارطة الشرق الاوسط بشكل جذري".
هل يبقى لبنان بمنأى عن توسّع الصراع؟ يجيب نادر: "لبنان دخل في الحرب. صحيح انه ما زال في درجة منخفضة، لكن الاحداث تخطت عتبة المناوشات وبدأت تأخذ مسارا تصعيديا يوماً بعد يوم. الولايات المتحدة واوروبا تضغط على الاطراف حقيقة كي توقف التصعيد وتدفع باتجاه تجنيب لبنان ويلات نيران الحرب، بدليل ان لبنان أصبح نقطة خلاف أساسية بين تل أبيب وواشنطن، وبالتالي عليه ان يلاقي المجتمع الدولي في منتصف الطريق، ويقوم بواجباته أقله في الحد الأدنى، أي بداية تطبيق القرار 1701. لا يمكن للبنان اليوم العودة الى الخلاف حول مزارع شبعا وتركها كقميص عثمان، في حين ان البلد معرض في أية لحظة لضربة اسرائيلية، قد تكون دوافعها شخصية اي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، او اعلامية لتشتيت الانظار عما يحصل في غزة، او سياسية لإرضاء القواعد الناخبة، او استراتيجية لإعادة سكان الجليل الشمالي. هناك أكثر من محفز لاسرائيل للقيام بضربة اليوم، المهم ألا يعطيها لبنان الذريعة"