ايران تدرك حدود اللعبة وموازين القوى...لا تورط في حرب شاملة

لم تبلغ مساعي التهدئة المبذولة من قبل المعنيين في المنطقة ادنى ما ارادته من اهداف، خصوصا على مستوى الاتصالات القائمة بين واشنطن وعواصم عربية وغربية لتفيذ قرار وقف اطلاق النار الصادر عن مجلس الامن الدولي في شهر حزيران الماضي والشروع في تبادل الاسرى الاسرائيليين بالمعتقلين في السجون الاسرائيلية .

 القرار  هذا كان تنفيذا لمشروع اميركي تبناه الرئيس الاميركي جو بايدن ووافق عليه مجلس الامن بكامل اعضائه وبامتناع رئيس البعثة الروسية عن التصويت متجاوزا اللجوء الى حق النقض كما فعلت البعثة الاميركية اكثر من مرة ضد مشاريع القرارات ومنها ما اقترحته المجموعة العربية عبر مندوب دولة الامارات العربية المتحدة واخر تقدمت به البعثة الفرنسية بصيغة ثالثة اقترحتها البرازيل واخر اقترحته روسيا وهي سقطت جميعها بفيتو اميركي قبل ان يجف حبره.

لكّن المساعي لم تتوقف وموعد انطلاقتها الجديدة مرهون بما سيؤول اليه الميدان بين دول محور الممانعة واسرائيل نتيجة التهديدات المتبادلة بعد استهداف عمقي الضاحية وطهران . علما ان اصحاب المبادرات مصممون على احياء الافكار السابقة ولن يتقدموا بجديد في انتظار مآل الاوضاع المشحونة الراهنة .لذا كانت الدعوة الى العودة للمفاوضات في الخامس عشر من الجاري .

النائب السابق مصطفى علوش يؤكد لـ "المركزية" استمرار الوضع الميداني على حاله من عدم الاستقرار وانعدام التفجير الكبير على ما يهدد حزب الله ومعه ايران ومحور الممانعة، الا اذا بادر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى توجيه ضربة نتائجها غير قابلة للتجاوز والسكوت عنها .وفي حال حصولها ستكون للأسف للبنان، بعدما حيدت كل من ايران وسوريا نفسيهما عن الاستهداف، على ما اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله .

ويتابع لافتا الى ان ايران تدرك جيدا حدود اللعبة بدليل ردها المسمى مزلزلا على اسرائيل واستهدافها سابقا والذي كان مجرد عمل لحفظ ماء الوجه .  طهران تضع في حساباتها وفي تقييمها للقدرة الاسرائيلية  الثقل الاميركي المضاف اليها. لذا هي تدرك جيدا الخلل القائم في موازين القوى وتتصرف على هذا الاساس .وبالتالي لن تتورط في حرب شاملة تتطيح بقواعد اللعبة وبمفاوضاتها المستمرة مع الولايات المتحدة الاميركية .

ويختم لافتا الى ان نتنياهو كالعادة سيحول دون نجاح  المفاوضات في الخامس عشر من الجاري وسيعمل على استغلالها لزيادة الضغط على حماس وانهائها لان في وقف الحرب نهايىة له ولحكومته.