ايران في الزواية: سوريا الجديدة ليست مقرًا أو ممرًا للسلاح!

 أشار رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إلى أن "اغتيال قادة حزب الله لا سيما الأمين العام السيّد حسن نصرالله، كان أشد علينا من سقوط بشار الأسد"، مؤكدا أن الحزب "أصبح أقوى". واعتبر قاليباف في تصريح، أن "التطورات في سوريا لم تكن مفاجئة بل كانت حتمية ونحن قمنا بتوجيه تحذيرات دقيقة للحكومة السورية"، مبينا أن "سقوط الأسد يسبب اضطرابا للمقاومة ولكنها ستتكيف مع الظروف الجديدة وتصبح أقوى". وشدد على أن "مستقبل سوريا لن يسير وفق مصممي المخطط، فالشباب السوري سيتمكن من استعادة الكرامة الوطنية"، مضيفا: "نراقب سلوك المعارضين وداعميهم وعلاقتهم مع الكيان الصهيوني وسنتخذ قراراتنا بناء على ذلك".

من جهته، أكد قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أن "طرق دعم جبهة المقاومة لا تزال مفتوحة، وأن الأمور قد تتخذ شكلاً جديداً في المستقبل القريب". كما أوضح أن "آخر من غادر الجبهة في سوريا كانوا أفراد الحرس الثوري الإيراني". وأضاف سلامي "جبهة المقاومة مستقلة عن الجغرافيا الإيرانية"، مشيراً إلى أن "حزب الله ما زال فاعلاً ونشطاً وحياً". وأوضح أيضاً أنهم كانوا على علم بحركة المسلحين في سوريا وأبلغوا قيادتها، لكن غياب إرادة المقاومة أدى إلى ما حدث.

في الحقيقة، تعتبر مصادر دبلوماسية عبر "المركزية"، ان كل الضربات التي تلقتها ايران في الاشهر القليلة الماضية، تتنافس في قوتها والألم الذي تسببت به لطهران والمحور الذي تتزعمه في المنطقة. هي لم تكد تخرج من صفعة اغتيال رأس قائد أكبر أذرعها العسكرية في الشرق الاوسط، الامين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولم تكد تجد بشق النفس، خلفا له هو الشيخ نعيم قاسم، حتى عاجلتها ضربة جديدة، تمثلت في اسقاط النظام السوري، وتاليا قطع شريان الاوكسيجين عن حزب الله، والذي يبقيه حيا، أي قطع طريق إمداده بالسلاح. فسوريا الجديدة، تتابع المصادر، لن تكون لا مقرا للايرانيين ولا ممرا لأسلحتهم كما حوّلها الرئيس المخلوع بشار الاسد. في السياق، انتشر الاربعاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لنفق ضخم اكتشف في منطقة القطيفة شمال شرق العاصمة دمشق. ويظهر الفيديو شاحنات داخل النفق يعتقد أنها تحمل صواريخ، وتبين أن هناك أعدادا كثيرة منها منتشرة داخل النفق الشاسع، وتقع القطيفة ضمن مناطق متعددة منتشرة في سلسلة جبال القلمون التي كانت تسيطر عليها قوات النظام وحزب الله اللبناني.

هذه الوقائع الميدانية ستتبدّل رأسا على عقب، والسلاح الذي قال سلامي ان نقله "سيتخذ في المستقبل القريب شكلا جديدا"، لن يصل الى الحزب من جديد كما يروّج الحرس الثوري، لا عبر سوريا ولا عبر طرق لبنانية لأن العيون الدولية على المرافق الرسمية وعلى المعابر، مفتّحة بقوة. بالتالي، على ايران المحشورة في الزاوية، ان تتصالح مع فكرة ان نفوذها العسكري في الشرق الاوسط "انتهى" او يكاد، تختم المصادر.