إيران في حال إنكار.. استيعاب الخسارة مسألة وقت!

أعادت إيران، 4000 من مواطنيها من سوريا منذ سيطرة الفصائل المسلحة على دمشق الأحد، وفق الحكومة الإيرانية. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني الثلثاء عندما سئلت عن الوضع الإقليمي: أعيد خلال الأيام الثلاثة الماضية 4000 مواطن إيراني من سوريا عبر عشر رحلات جوية.

هذا "مدنيا". أما عسكريا، وخلال جلسة برلمانية مغلقة، ناقشت التطورات الإقليمية والأوضاع في سوريا، أكد الحرس الثوري الإيراني أن أيا من قواته لم تعد متواجدة على الأراضي السورية. كما أضاف قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، الذي حضر الجلسة غير العلنية امس، أن "القوات العسكرية الإيرانية كانت موجودة في سوريا حتى اللحظة الأخيرة"، أي قبل سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وفق ما نقل النائب الإيراني أحمد نادري. كذلك كشف نادري في مقابلة مع وكالة أنباء "إيسنا" المحلية أن الجلسة شهدت مناقشة الاستراتيجية العسكرية الإيرانية في المنطقة، والعمليات الإسرائيلية، فضلا عن الوضع الحالي في المنطقة من وجهة نظر أمنية واستخباراتية وعسكرية". وأشارت إلى أن مئات المقاتلين الإيرانيين توجهوا خلال الأيام الماضية إلى العراق. كما كشفت أن السلطات الإيرانية ألقت باللوم على الرئيس السوري السابق لعدم استعداده بشكل كافٍ لمواجهة هجوم الفصائل المسلحة.

أتت تلك التصريحات بعدما أفادت عدة مصادر بسحب طهران لأبرز مستشاريها وقادتها العسكريين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري من سوريا قبل سقوط الأسد، فضلا عن دبلوماسييها. كما جاءت بعدما أكدت مصادر إيرانية وسورية أن طهران أبلغت الأسد أن أي مساعدة إيرانية لحكومته، إذا حصلت ستكون محدودة جداً، وفق ما نقلت "وول ستريت جورنال". وأكد مسؤولون سوريون أن الإيرانيين توصلوا إلى اتفاق لتسليم المناطق الخاضعة لسيطرتهم إلى الفصائل المسلحة سلمياً. في السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن سلامي قوله امس إن إيران لم تضعف بعد سقوط حليفها بشار الأسد. وأضافت ان سلامي قال "لم نضعف ولم تتقلص قوة إيران".

لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن ايران، ككل شخص يتلقّى صدمة غير متوقّعة، تمرّ اليوم في فترة "إنكار"، وهي اولى الحالات النفسية التي يعيشها المرء قبل استيعاب حقيقة الكارثة التي أصابته.  

فبعد خسارتها ورقة الحدود الجنوبية اللبنانية بفعل اتفاق وقف النار الذي يعيد حزب الله الى شمالي الليطاني، منيت بخسارة اخرى مزلزلة تمثلت في سقوط نظام الاسد، فخرجت قواتها من سوريا وقُطعت ايضا الطريق التي عبرها كانت تمرر السلاح لحزب الله وبالتالي، هي مسألة وقت قبل ان يفقد الحزب جناحَه العسكري. وبحسب المصادر، مكابرة ايران لن تنفع ولا تبدّل في واقع الامر الاقليمي شيئا، خاصة ان نفوذها في العراق يبدو ايضا اليوم مهددا.

عليه، لم يبق امام ايران الا ان تخضع للتحولات الكبرى الجيوسياسية، وإلا فإن نظامها قد يكون في خطر، هذا إن لم يكن، في كل الاحوال، سيسقط بقرار دولي كبير كالذي أسقط الاسد، تختم المصادر.