المصدر: Agencies
الخميس 19 حزيران 2025 11:35:05
يجول السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك على المسؤولين حاملاً رسالة أميركية واضحة بتحييد لبنان عما يدور في المنطقة من مواجهة والتسريع بسحب سلاح "حزب الله".
باراك استهلّ جولته بلقاء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وأفادت مصادر قصر بعبدا أنّ باراك أبلغ عون توليه الملف اللبناني موقتًا ريثما يتم تعيين موفد أصيل.
ماذا كشفت المصادر؟
وطالب باراك بالإسراع في ملف سلاح حزب الله من دون تحديد مهلة لذلك، بحسب مصادر بعبدا وإن الجانب اللبناني طالب بالإنسحاب من المناطق التي لا تزال محتلة وبوقف الخروقات وإطلاق الأسرى.
كذلك، أشارت المصادر إلى عودة الحديث إلى مبدأ خطوة في مقابل خطوة أي أن تنفذ إسرائيل خطوة يقابلها لبنان بخطوة في موضوع السلاح.
وطالب براك الجانب اللبناني بالمزيد من التنسيق مع الجانب السوري في موضوع الحدود وترسيمها ولم يتطرق في شكل مباشر إلى مسألتي مزارع شبعا وبلدة الغجر.
الرئيس: الجيش يواصل تطبيق القرار ١٧٠١
وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لسفير الولايات المتحدة الأميركية في تركيا والمبعوث الخاص للرئيس الاميركي دونالد ترامب في الملف السوري توماس باراك، الذي استقبله قبل ظهر اليوم في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، ان "لبنان يتطلع الى دعم الولايات المتحدة الأميركية في ما يقوم به لإعادة النهوض على مختلف المستويات، وفي مقدمة ذلك تثبيت الامن والاستقرار في الجنوب من خلال انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس التي تحتلها ووقف الاعمال العدائية والتمديد للقوات الدولية في الجنوب "اليونيفيل" التي تعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني على تطبيق القرار 1701 وصولا الى الانتشار حتى الحدود المعترف بها دوليا"، مؤكدا ان "لبنان قرر زيادة عديد الجيش في جنوب الليطاني حتى عشرة الاف جندي".
وأشار الرئيس عون الى ان "وجود الجيش اللبناني في المناطق الحدودية يطمئن الأهالي ويعزز دور مؤسسات الدولة في المدن والقرى الجنوبية"، وأشار الى ان "وحدات الجيش المنتشرة جنوب الليطاني تواصل تطبيق القرار 1701 تطبيقا كاملا لجهة إزالة المظاهر المسلحة ومصادرة الأسلحة والذخائر ومنع أي وجود مسلح غير الأجهزة الأمنية، لكن تعذر عليها حتى الان استكمال مهمتها نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس ومحيطها".
وإذ نوه الرئيس عون بـ"الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية للجيش اللبناني"، أعرب عن امله في "مواصلة هذا الدعم، لا سيما لجهة تجهيز الجيش بالأعتدة والمعدات والاليات اللازمة التي تساعد على اتمام مهماته بشكل كامل".
وشرح الرئيس عون للموفد الأميركي ما تقوم به الحكومة في مجال الإصلاحات المالية والاقتصادية بالتعاون مع مجلس النواب، مؤكدا ان "مسيرة الإصلاحات بدأت ولن تتوقف بالتزامن مع مكافحة الفساد وتفعيل مؤسسات الدولة وأجهزتها لتواكب التطور في مختلف المجالات".
وتطرق البحث أيضا الى الخطوات التي يتخذها لبنان تحقيقا لمبدأ حصرية السلاح، فأكد الرئيس عون ان "الاتصالات قائمة في هذا المجال، على الصعيدين اللبناني والفلسطيني"، معربا عن امله في ان "تتكثف بعد استقرار الوضع الذي اضطرب في المنطقة نتيجة احتدام الصراع الإسرائيلي- الإيراني".
وتناول الرئيس عون والموفد الأميركي العلاقات اللبنانية - السورية، فأكد رئيس الجمهورية "وجود شقين في هذا الإطار، الأول، يتعلق بموقف لبنان الداعي الى عودة النازحين السوريين الى بلادهم بعد زوال أسباب نزوحهم"، مؤكدا "أهمية الدعم الأميركي لهذا الموقف. والشق الثاني يتناول العلاقات الثنائية حيث يتطلع لبنان الى تفعيلها، لا سيما لجهة المحافظة على الهدوء والاستقرار على الحدود اللبنانية - السورية من جهة، وترسيم الحدود البحرية والبرية بما فيها مزارع شبعا، واقترح لبنان على الجانب السوري تشكيل لجان مشتركة للتنسيق في مختلف المجالات لاسيما في المجال الأمني".
باراك من بعبدا: ندعم الجيش وإجراءات الحكم في لبنان
وكان الموفد باراك نقل الى الرئيس عون تحيات الرئيس الاميركي دونالد ترامب وتأكيده "الرغبة الاميركية في مساعدة لبنان على تجاوز الظروف والتحديات التي يواجهها"، مؤكدا "الدعم الاميركي للجيش اللبناني وللاجراءات التي يتخذها الحكم في لبنان على الاصعدة الامنية والاقتصادية والمالية"، وقدم سلسلة اقتراحات تندرج في اطار الدعم الاميركي، لافتا الى "اهمية استقرار الاوضاع على الحدود الجنوبية من جهة والحدود السورية من جهة اخرى".
وعرض السفير باراك تصور بلاده للأوضاع في المنطقة وطرق معالجتها، مؤكدا ان الرئيس ترامب "يرغب في مساعدة لبنان والدول المجاورة له لتنعم بالامان والاستقرار والسلام".
وحمل الرئيس عون السفير باراك تحياته الى نظيره الاميركي، وشكره على اهتمامه بلبنان، متمنيا للموفد الاميركي التوفيق في المهمة التي اوكلها اليه الرئيس الاميركي ومعالجة الملفات التي تسلمها ومنها الملف اللبناني.
وغادر باراك قصر بعبدا من دون الادلاء بأي تصريح.
في عين التينة: تدخل حزب الله سيّئ
وانتقل باراك الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأكد السفير باراك أن زيارته لبيروت جاءت لمساعدة لبنان وكي لا تتكرر الحرب، لاقتًا إلى أنّه "لو كان لديه حل للنزاع الإسرائيلي اللبناني لما أتى إلى بيروت".
وقال: "نحمل رسالة في ظلّ الوضع المعقّد في العالم ونؤمن أنّه مع القيادة الجديدة ستبدأ عملية السلام والتحسن وملتزمون بمساعدة لبنان ولدينا أمل".
وردًا على احتمال تدخل حزب الله في الحرب، قال: "إذا تدخل فسيكون قرارًا سيّئًا جداً".
من السراي
من جهته أكدت رئيس الحكومة نواف سلام خلال لقائه باراك تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم، مؤكدًا أن الحكومة اللبنانية عازمة على مواصلة تنفيذ خطتها الإصلاحية، وعلى بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. بالإضافة إلى ذلك، شددت على أهمية دور اليونيفيل واستمراره لضمان تطبيق القرار ١٧٠١، وفي هذا السياق، طلبت مساعدة لبنان في الضغط على إسرائيل من أجل انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.
واطلعت المبعوث الأميركي على الخطوات التي قامت بها الحكومة، والتنسيق المستمر مع الجانب السوري لمعالجة الملفات العالقة، وعلى رأسها ضبط الحدود بين البلدين، تمهيدًا للوصول إلى ترسيم الحدود.