باسيل يقرُّ بخطأ السلسلة وحنكش: كلامه وأفرقاء الحكومة اعتراف بأنّنا كنّا على حقّ

اقتنصت القوى السياسية فرصة الاستعداد للمعارك النيابية  لمحاولة امتصاص النقمة الشعبية، وتأمين المكاسب الانتخابية فأقدمت على تجاوز التحذيرات من مغبة الوقوع في كارثة قد تقود إليها زيادة انفاق الدولة في بلد بلغ فيه العجز المالي مستويات قياسية في غياب الموازنات السنوية والحسابات المالية الدقيقة، إلا أن المجلس النيابي السابق ذهب بعيدا في تجاوز هذه الصرخات إلى حد إعطاء الأساتذة ست درجات إضافية دفعة واحدة وإقرارها في قانون سلسلة الرتب والرواتب. على أن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ذهب ابعد من ذلك في التحذير من إقرار السلسلة، وإن كانت مطلبا محقا من دون تأمين مواردها التي يمكن الوصول إليها من باب مكافحة الهدر والفساد، في المرافق العامة ومحذرا من كون إقرار السلسلة من دون إصلاحات خطوة ذات أهداف انتخابية، فكان أن خاضت الصيفي معركة  ضد الضرائب (التي أقرت لتمويل السلسلة) في وقت كيلت لها الاتهامات بالشعبوية.

وفي هذا السياق أيضا، تكمن أهمية المداخلة التي أدلى بها رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل  في الجلسة الحكومية أمس الاول حيث أقر بأن أقرار السلسلة كان خطأ، مشيرا إلى ضرورة محاربة الهدر والفساد في أروقة الدولة، بدلا من اتخاذ قرارات "شعبوية كإعطاء السلسلة، خصوصا أن من شأنها أن تضر بمصلحة جمبع الناس"، في وقت علا الصوت القواتي احتجاجا على إعطاء الأساتذة الثانويين الناجحين في كلية التربية الدرجات الست، على اعتبار أن خزينة الدولة لا تحتمل إنفاقا بهذا الحجم. 

 

وإذا كانت ردة الفعل الشعبية السلبية عقبة أمام أي خطوة من شأنها إبطال مفعول سلسلة الرتب والرواتب، فإن الأنظار تتجه إلى المعارضة وخطواتها المقبلة لتصحيح الاعوجاج المالي.

 وفي السياق، أوضح عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش لـ "المركزية" أن "على من في السلطة أن يتحملوا مسؤولياتهم بدلا من كيل الاتهامات للمعارضة بالشعبوية"، مشددا على ضرورة انتظار الخطوات المقبلة التي قد تركن إليها الحكومة، لا سيما في اتجاه مجلس النواب في هذا الملف.

 

واعتبر حنكش أن بين سطور كلام الوزير جبران باسيل وأفرقاء الحكومة الذين عارضوا الدرجات الست"اعترافا بأننا كنا محقين في التحذيرات التي أطلقناها قبيل إقرار السلسلة من دون تأمين الموارد اللازمة لها من باب مكافحة الفساد"، مشيرا إلى أن "اخطر ما في الأمر أننا اليوم أمام تأكيد أن فائض التوظيف الذي سجلته الادارة العام في الـ 2018 انتخابي بامتياز. وهذا يعني، عمليا، أننا نورث أولادنا إدارات عامة متخمة، في ظل غياب مدو للأرقام والاحصاءات الرسمية التي تحدد احتياجات الدولة الحقيقية.

 

وختم حنكش معتبرا أن ما جرى يجب أن يكون برسم الرأي العام أولا ليحكم على أداء القوى السياسية، ويحاسبها عندما يحين الوقت المناسب لذلك".  

 

حنكش: الحملة على التوظيف الإنتخابي للـ٥٠٠٠ وظيفة مسرحية سخيفة وغير جدّية

حنكش كان قد وصف عبر تويتر الحملة على التوظيف الإنتخابي للـ٥٠٠٠ وظيفة، بالمسرحية السخيفة وغير الجدّية، لأن هذا التوظيف مرّ على مجلس الوزراء وتمت الموافقة عليه.

وقال حنكش في تغريدة عبر تويتر "الحملة على التوظيف الإنتخابي لل٥٠٠٠ وظيفة، مسرحية سخيفة وغير جدّية لماذا؟ لأن كل توظيف (ما عدا البلديات) مرّ على مجلس الوزراء وتمّت الموافقة عليه، مشيرا الى أن هذا المجلس المؤلف من الأحزاب نفسها والتيارات وبعض الوزراء يدّعي اليوم ملاحقة المرتكب، وختم: هم صنفان، إمّا مرتكب أو متواطئ."

وأرفق حنكش التغريدة بهاشتاغ: #احترموا_عقولنا