باص الدولة يطلّ على خط بيروت - البقاع للمرة الأولى

وصل باص الدولة من بيروت الى البقاع للمرة الأولى، ورحلاته ستسير يومياً بين شتورا والكولا، على أن يتم تحديد جدول زمني لمختلف الرحلات بعد مرحلة تجريبية، يفترض أن تستغرق أياماً عدة.

وعليه لم تعلن وزارة الأشغال أو الشركة المتعهدة للخدمة رسمياً عن إفتتاح خطها المستحدث، ولكن خبر تسيير أولى الرحلات التجريبية بين بيروت والبقاع صباح يوم الثلثاء إنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتبين أنه حقيقة فعلاً.

قرابة الثامنة والنصف صباحاً، كان أول باص من اللون القرمزي يقف في ساحة شتورا الواسعة قبالة مؤسسات الصيرفة، على بعد أمتار من الساحة التي تتجمع فيها يومياً فانات نقل الركاب الخاصة. التعليمات التي أعطيت لسائق الباص واضحة جداً. ليس المطلوب منه مزاحمة الفانات على ركابها، وما عليه سوى التوقف بهدوء في الساحة، ليتيح للركاب خياراً آخر غير تلك المتوفرة.

إلتزم السائق فعلاً بالتعليمات، ولكنه لم يفز بنهاية فترة الإنتظار المحددة بخمس عشرة دقيقة سوى براكبة واحدة، فانطلقت الرحلة الأولى من شتورا مع "سارة"، وهي طالبة جامعية أعربت ل"نداء الوطن" عن سعادتها لكونها أول من ركب "باص الدولة" في رحلته الأولى من البقاع.

وأوضحت "أنها ككثيرين من أبناء البقاع، لم يأخذوا الأمر على محمل الجد، ولكن اليوم بعد أن تأكد الأمر لا بد أن يشعر الكثيرون بإنفراج كبير، وخصوصاً طلاب الجامعات".

من بعيد، راقب سائقو الفانات الذين يتجمّعون يومياً بساحة شتورا حركة الركاب بإتجاه باص الدولة. ولم يعر هؤلاء أهمية للموضوع، فهم غير مقتنعين بأن الدولة يمكن أن تكون جادة بالسير في مشروعها حتى النهاية، ولكنهم لم ينفوا أنه في حال نجحت شركة النقل بتحديد مواعيد ثابتة للرحلات، وأمنت التنقل بشكل منتظم ومتواصل، سيترك ذلك تداعيات كثيرة على أعداد الركاب الذين كانوا يلجأون الى خدمة فاناتهم.

استشعر أحد السائقين الخطر فوراً، وعرض على والد سارة ايصالها بمئة ألف ليرة بدلا من مئتين، علماً أن تسعيرة الرحلة الحالية بالفان هي ثلاثماية ألف ليرة. فيما أصر سائق آخر على التقليل من أهمية الأمر، مشيراً الى "ان الراكب يصل معنا بأقل من 45 دقيقة، بينما الرحلة عبر باص الدولة المراقب بكاميرات وأجهزة GPS قد تصل الى اربع ساعات". ممازحاً بالقول "الراكب معنا يستمتع بأغنيات وديع الشيخ، بينما في باص الدولة ليس مسموحاً سوى بأغنيات فيروز".

عموماً لم تعلن وزارة الأشغال رسمياً عن تسيير خط بيروت البقاع بعد. ولكن وفقاً للمعلومات، فإن الفترة التجريبية لتسيير هذا الخط تتزامن أيضاً مع تسيير خطي طرابلس- بيروت وصور- بيروت. على أن يتضمن برنامج الرحلات تسيير رحلة كل 25 دقيقة.

لا يفترض أن تطول الفترة التجريبية الى أبعد من أسبوع، وسيتم خلالها احتساب وقت كل رحلة، مع الأخذ في الإعتبار المعوقات التي قد تؤخر الرحلات، من زحمة السير، الى معدل التوقف لنقل الركاب. علماً أنه وفقاً للمعلومات الأولية فإن خط البقاع - بيروت، سيسلك في منطقة الجبل أي صوفر وبحمدون الطرقات الداخلية، وهذا ما يسمح بنقل ركاب من تلك المنطقة أيضا. على أن تقود التجربة أيضاً الى تحديد عدد الباصات التي ستسير على الخط، مع مواعيد ثابتة لوصول الباصات ومغادرتها ستصدر من ضمن جدول زمني معلن.

يبقى أن بوادر ظهور باص الدولة لأول مرة في البقاع، جاءت محملة بالترحيب بكل خدمات "الدولة" وقطاعاتها على مختلف الأراضي اللبنانية، أما العبرة فتبقى في الاستمرارية.