المصدر: العربية
الأحد 21 نيسان 2024 21:13:00
وسط تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، بذل فريق الأمن القومي الأميركي جهوداً استمرت لأيام طويلة لمنع نشوب حرب شاملة بالشرق الأوسط، وعاشت غرفة العمليات في البيت الأبيض أوقات صعبة أثناء الهجوم الإيراني على إسرائيل.
فقد بذل فريق الرئيس الأميركي، جو بايدن، جهودا كبيرة لتجنب التصعيد بالمنطقة، مروراً بـ"أوقات حرجة" عاشها الفريق الذين لم يكن متأكد مما تخطط له إسرائيل أو إيران في بعض أوقات الأزمة، وفق ما نقلته وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال".
ومع انطلاق الصواريخ الإيرانية نحو الأراضي الإسرائيلية الأسبوع الماضي، راقب بايدن وفريقه للأمن القومي "بقلق متزايد"من غرفة العمليات في البيت الأبيض ما يجري هناك.
لا ضمانات
وفي ذلك الوقت، لم يكن هناك ضمانا بأن أنظمة إسرائيل المضادة للصواريخ، كانت كافية لإسقاط 99% من الصواريخ الإيرانية.
فيما قال مسؤول كبير في إدارة بايدن في غرفة العمليات في ذلك اليوم: "إن نتائج الدفاعات الجوية لم تكن واضحة" حتى تم التأكد من ذلك فعلا.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن خطة الهجوم الإيراني في ما يتعلق بمستوى الهجوم لم تكن واضحة على الفور لوكالات الاستخبارات الأميركية، وتوقعت بعض التقارير الاستخباراتية أن تستهدف إيران فقط المنشآت الدبلوماسية الإسرائيلية أو مواقع أخرى خارج إسرائيل.
ومع مرور الأيام من دون رد إيراني، تأكد لمسؤولي المخابرات الأميركية والإسرائيلية أن إيران كانت تخطط لهجوم مباشر على الأراضي الإسرائيلية وأن الهجوم سيكون هائلا. وكان السؤال هو متى وما هي الأهداف.
قبل الهجوم.. ماذا حدث؟
وفي 13 أبريل شنت إيران هجوما غير مسبوق على إسرائيل بالصواريخ والمسيرات، ردا على تدمير مقر قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل.
بدوره، أكد الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من اعتراض جميع المقذوفات تقريبا بمساعدة حلفائه ولم تخلف سوى أضرار محدودة.
وقبل الهجوم الإيراني بيومين، وصل قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال إريك كوريلا، إلى إسرائيل في 11 أبريل وأراد البقاء في تل أبيب خلال الهجوم الإيراني، لكن أوستن أمره بالمغادرة خوفا من أن تبدو الولايات المتحدة وكأنها مشاركة في أي رد إسرائيلي.
وبحلول الوقت الذي وصل فيه بايدن إلى ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير، في وقت مبكر من مساء الجمعة 12 أبريل لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، كانت خطة الهجوم الإيرانية قد أصبحت أكثر وضوحا.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، جون كيربي: "حصلنا على معلومات استخباراتية أفضل وأكثر دقة بشأن التوقيت المحدد" للهجوم الإيراني القادم.
مكالمة من بايدن
وعندما بدأ الهجوم ليلة السبت، قام المسؤولون الأميركيون في غرفة العمليات والبنتاغون بتتبع الموجات الثلاث من الصواريخ التي غادرت المجال الجوي الإيراني، وعبرت العراق والأردن، متجهة نحو إسرائيل.
وقال مسؤولون في الإدارة إنه حتى مع التحذير المسبق الذي تلقوه، فإن حجم القصف الإيراني لم يكن متوقعا.
كما قال مسؤول كبير: "أعتقد أن هذا كان على أعلى مستوى مما كنا نتوقعه".
وبعد أن تصدت إسرائيل للهجوم تقريبا، تحول البيت الأبيض من الدفاع عن حليفته إلى كبح جماحها.
وحوالي الساعة 9 مساء 13 أبريل بتوقيت واشنطن، أجرى بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكالمة هاتفية. وقال مسؤولون أميركيون إن بايدن نصح نتنياهو بالتفكير في خطوته التالية بعناية.
وقال نتنياهو للرئيس الأميركي في المكالمة إن رد إسرائيل على إيران سيكون "معقولا وليس شيئا غير مسؤول".
بعد 6 أيام.. إسرائيل ترد
وفي 19 أبريل، ردت إسرائيل بشكل محدود باستهداف موقع عسكري واحد في محافظة أصفهان الإيرانية.
وتقول الصحيفة الأميركية إنه "لو كانت إسرائيل ردت بشكل متهور، كانت ستفقد مرة أخرى الدعم الدولي الذي استعادته حديثا".
وبينما كان الهجوم محدودا، فقد أظهر أن إسرائيل قادرة على التغلب على الدفاعات الجوية الإيرانية والضرب في عمق أراضي إيران.
وخلافا لضربة دمشق التي أشعلت الأزمة قبل 19 يوما، أعطت إسرائيل هذه المرة للولايات المتحدة إشعارا مسبقا قبل دقائق قليلة من هجومها المحدود.