المصدر: الجريدة
الكاتب: منير الربيع
الخميس 11 كانون الثاني 2024 01:17:17
من المقرر أن يبدأ المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوكشتاين، لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت اليوم، بعد أن أجرى جولة في كل من إيطاليا وفرنسا، حيث أطلع مسؤولي البلدين على تطورات المفاوضات غير المباشرة الجارية عبره بين اللبنانيين والإسرائيليين، لاستعادة الهدوء في جنوب لبنان.
عمل هوكشتاين في زياراته العديدة لبيروت وتل أبيب وعواصم أخرى عربية وغربية على بلورة صيغة أو تصور، حول كيفية تلافي استمرار المواجهات في جنوب لبنان والعودة إلى تكريس الاستقرار.
وفي هذا السياق تكشف «الجريدة» الكويتية محاور ومسارات المفاوضات الدائرة حول هذه الصيغة، فيما يبدو أن المباحثات قد حققت تقدماً ودخلت في مناقشة التفاصيل الدقيقة.
وتقول مصادر دبلوماسية غربية إن المفاوضات جدية جداً، وهناك تصميم وإرادة وإصرار لدى واشنطن، التي ترى أن هناك فرصة معقولة جداً للتوصل إلى تسوية.
مساعي هوكشتاين تتضمن 4 محاور، وتطرح أفكاراً حول كيفية ضبط المواجهات الحالية ووقفها وصولاً إلى «اليوم التالي» لبنانياً بعد انتهاء حرب غزة.
المحور الأول الذي يركز عليه هوكشتاين هو ملف ترسيم الحدود البرية، معتمداً على النجاح الذي حققه سابقاً في ترسيم الحدود البحرية. والأفكار المطروحة بهذا الشأن تتعلق بمعالجة «النقطة b1» وملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مع إعادة شمال الغجر إلى لبنان وتسميتها بـ «خراج بلدة الماري»، فيما يتم بحث مصير سكان هذه المنطقة الذين يريدون البقاء في إسرائيل.
وسيطرح هوكشتاين إمكانية استئناف عمليات التنقيب عن النفط والغاز في البلوكات 8 و9 و10.
المحور الثاني، يتعلق بضمان عدم الانزلاق إلى حرب شاملة بين «حزب الله» وإسرائيل، حيث يرفض الحزب أي وقف للعمليات العسكرية قبل توقف الحرب في غزة.
والأفكار التي يطرحها الأميركيون بهذا الشأن ترتبط بالمساعي الحالية لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى والتوصل إلى هدنة إنسانية في غزة تستمر 4 أسابيع يجري خلالها وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وتتكثف في أثنائها المفاوضات لضمان تحقيق اختراق يحول دون العودة إلى الاشتباكات في جنوب لبنان، في حال تجددت الاشتباكات في غزة بعد انتهاء الأسابيع الأربعة. وبحسب المعلومات، يرفض «حزب الله» حتى الساعة وقف عملياته العسكرية في حال تجددت الحرب في غزة، وهو ما دفع الأميركيين إلى تقديم اقتراح مقبول إسرائيلياً للذهاب إلى عمليات أمنية وليست عسكرية بالشكل الدائر حالياً.
أما المحور الثالث، فهو مرتبط بالهم الأساسي لدى واشنطن، وهو كيفية إعادة أكثر من 80 ألف إسرائيلي تم إجلاؤهم من الشمال إلى منازلهم، وبالتالي إيجاد صيغة تعالج وضع «حزب الله» في الجنوب.
وتصر إسرائيل على ضرورة ابتعاد الحزب إلى مسافة 10 كيلومترات عن الحدود وفق القرار الدولي 1701، وتلوّح بعملية عسكرية واسعة في حال رفض الحزب ذلك.
ويشدد الغربيون على ضرورة إيجاد ضمانات تمكّن إسرائيل من إعادة سكان الشمال دون تخوف من أن يستنسخ «حزب الله» عملية 7 أكتوبر ضدهم.
والأفكار الأميركية والدولية بهذا الشأن تقترح أن يسحب الحزب قوته القتالية فقط وأسلحته الدقيقة ومسيّراته، دون أن يعني ذلك بأي شكل تهجير كوادره ومسؤوليه وعناصره ومراقبيه العسكريين، الذين يتحدرون من مناطق حدودية، من قراهم.
أما المحور الرابع، فهو مرتبط بالأفكار المطروحة حول توسيع دور قوات اليونيفيل الدولية، والتي تواجه عراقيل عدة بعضها صادر عن «اليونيفيل» نفسها والتي ترى أنها غير قادرة على فعل أكثر مما تقوم به حالياً.
في مقابل ذلك، يتم البحث في كيفية تعزيز دور الجيش اللبناني وإرسال المزيد من القوات إلى الجنوب، لقاء توفير المقدرات المالية اللازمة لذلك، على أساس أن يتولى الجيش ما لا تتمكن «اليونيفيل» من القيام به في إطار التنسيق بين الجانبين.