بالصور- التحذير الإسرائيلي يُحاصر الصيادين

تفاقمت معاناة صيادي الأسماك على الساحل الجنوبي، من صيدا إلى الناقورة مروراً بالصرفند وعدلون وصور، بشكل كبير منذ اشتعال جبهة الجنوب وتصاعد العدوان الاسرائيلي المدمّر على البشر والحجر، والذي شل كل معالم  الحياة وخصوصا في المنطقة الجنوبية التي نزح أهاليها، من جنوب نهر الليطاني وشماله.

 وبعد أن ضرب العدوان القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية وعطّل غالبيتها، إمتدت يده لتطاول قطاع صيادي الأسماك، بدءاً من نهر الأولي عند المدخل الشمالي لصيدا حتى الناقورة جنوباً، هذا القطاع الذي يعمل فيه ويعتاش منه قرابة ألفي صياد معظمهم في صيدا وصور، في أعقاب توجيهه تحذيراً لـ"المستجمّين والموجودين على شاطىء البحر، وكل من يستعمل القوارب للصيد أو لاي استعمال آخر من خط نهر الأولي جنوباً".

وصباح اليوم، جازف عدد ممن سبق لهم أن نشروا شباكهم في البحر قبل الإنذار وتمكنوا، من سحبها واستعادتها.

وفي جولة لـ"النهار" داخل ميناء صيدا وسوق السمك، بدا واضحاً أن سائر مراكب الصيادين راسية على رصيف المرفأ، فيما الشباك تتكدّس على الأرض، حتى أن المراكب السياحية المخصّصة للنزهة ونقل الركاب من المرفأ الى الزيرة (جزيرة صيدا)، تأثر عملها قبل التحذير، كما أفاد أحد أصحاب هذه المراكب من آل رنو. 

هذا الإجراء المعادي، أثار قلق الصيادين وحيرتهم، واشتكى عدد كبير منهم من فقدان مورد رزقهم اليومي الوحيد، فمعيشتهم تعتمد على صيد السمك، واليوم الذي لا يعملون فيه ليس بإمكانهم تأمين لقمة العيش لعائلاتهم.

 وأجمعوا على مطالبة الجهات المسؤولة بمدّ يد العون والمساعدة اليهم، وتفاوتت آراءهم حيال التحذير الإسرائيلي، وسأل بعضهم عن سبب استهدافهم، "باعتبار أن لا علاقة لعملهم بالسلاح، وهم مدنيون، وأن صيدا تؤوي عدداً كبيراً جداً من النازحين"، فيما اعتبر آخرون "أن العدو الإسرائيلي يقتل البشر ويدمّر الحجر، ولا يميّز بين مدني ومقاتل"، مشدّدين على "أن ليس أمامنا إلا الصمود ودعم المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي".

داخل سوق السمك في المدينة، حركة بيع محدودة قبل إقفاله، إذ نجح عدد قليل من الصيادين في اصطياد كمية من الأسماك قبيل التحذير الإسرائيلي.