المصدر: Kataeb.org
الخميس 28 آب 2025 15:26:53
صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:
"استكمالًا لعملية تسلُّم السلاح من المخيمات الفلسطينية، تسلَّمَ الجيش كمية من السلاح الفلسطيني في منطقة جنوب الليطاني، وذلك من مخيمات الرشيدية والبص وبرج الشمالي - صور، تنفيذًا لقرار السلطة السياسية، وبالتنسيق مع الجهات الفلسطينية المعنية.
شملت عملية التسلُّم أنواعًا مختلفة من الأسلحة، وقذائف وذخائر حربية متنوعة، وقد تسلمتها الوحدات المختصة في الجيش، على أن تتواصل عملية التسليم خلال المراحل القادمة".
في التفاصيل:
سبع شاحنات "بيك أب"، تتقدّمها سيارة رباعية الدفع ذات زجاج داكن، خرجت قرابة العاشرة من صباح اليوم من مخيم الرشيدية، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في منطقة صور.
وعبرت هذه الشاحنات، المحمّلة بأسلحة ثقيلة ومتوسطة، المدخل الوحيد للمخيم من الناحية الشرقية، حيث يقيم الجيش اللبناني حاجزًا ثابتًا.
توجّهت الشاحنات، بمواكبة آليات للجيش اللبناني كانت تنتظر في الخارج، إلى مقر "فوج التدخل الثاني" التابع للجيش في منطقة الشواكير – صور. وقُرابة الحادية عشرة صباحًا، تبعت الشاحناتَ السبعة شاحنتان من الحجم نفسه، قادمتان من مخيمَي البص والبرج الشمالي، إلى المقر ذاته، بمواكبة من الجيش أيضًا.
وقالت مصادر في حركة فتح "المدن"، إن الشاحنات التسع احتوت على أسلحة وذخائر من النوع الثقيل والمتوسط، شملت مدافع هاون، وقاذفات "آر بي جي"، وصواريخ غراد، جُمعت في مستودعات منذ أشهر قليلة تمهيدًا لتسليمها للجيش، بناءً على اتفاق سابق بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئاسة الجمهورية اللبنانية، وذلك في إطار عملية حصر السلاح التي تقوم بها الحكومة اللبنانية.
أشرف على عملية التسليم قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وقيادات من الأمن الوطني وحركة فتح في منطقة صور. كما واكبتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في الجنوب، ممثلة بمدير فرع مخابرات الجنوب العميد سهيل حرب، ومدير فرع مخابرات صور العقيد محمد حازر، وسط انتشار كثيف وغير مسبوق للجيش اللبناني امتد من الرشيدية وحتى مداخل مدينة صور.
تسليم اقتصر على حركة فتح
وشملت المبادرة تسليم السلاح في المخيمات الفلسطينية الثلاثة الواقعة جنوب نهر الليطاني: الرشيدية، البص، والبرج الشمالي، التي يقطنها نحو خمسين ألف لاجئ فلسطيني. وقد اقتصرت الخطوة على حركة فتح، التي تربطها علاقات جيدة بالحكومة اللبنانية الجديدة، فيما لم تشمل باقي الفصائل المنضوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، مثل الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين (اللتين لا تملكان سلاحًا ثقيلًا بحسب مصادرهما)، ولا الفصائل الإسلامية، خصوصًا حركتي حماس والجهاد الإسلامي، اللتين تعتبران أن سلاحهما مرتبط بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية.
وبحسب متابعين لهذا الملف، فإن خطوة تسليم السلاح الفتحاوي الثقيل جنوب الليطاني، عند أقرب نقطة من الحدود مع فلسطين المحتلة، ستتبعها في الأيام القليلة المقبلة عملية مماثلة في مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية.
من جهته، أكد قائد الأمن الوطني الفلسطيني في مخيمات منطقة صور، أبو علي حلاق، أن عملية تسليم السلاح جرت بنجاح ومن دون أي عوائق تُذكر. وقال لـالمدن: "هذه الخطوة جاءت بقرار من القيادة الفلسطينية، ضمن اتفاق مع الدولة اللبنانية".
وأكد مصدر مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية – حماس، لـ"المدن" أن الحركة غير معنية بما جرى في مخيمات صور، لناحية تسليم السلاح للجيش اللبناني من جانب حركة فتح حصراً، مشددًا على أن سلاح حماس الثقيل موجّه ضد العدو الإسرائيلي فقط، وسيبقى كذلك طالما الاحتلال قائم وينفّذ اعتداءاته على الشعب الفلسطيني.
وأشار مصدر في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وهي إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، إلى أن الجبهة سبق أن سلّمت الدولة اللبنانية السلاح الثقيل عام 1991، ولم يعد بحوزتها حاليًا أي سلاح من هذا النوع لتسليمه، مؤكّدًا أن عملية التسليم في مخيمات صور اقتصرت على حركة فتح وحدها.
مشاهد من عملية تسليم السلاح للجيش اللبناني في مخيم البص pic.twitter.com/h30APoMr7c
— kataeb.org (@kataeb_Ar) August 28, 2025