بالصور- ترميم جدارية منسية لفرا أجيليكو بعد قرون من الإهمال

عادت إلى الأضواء جدارية منسية منذ زمن بعيد للرسام النهضوي الرائد فرا أجيليكو، بعد أن خضعت لترميم دقيق أنقذها من قرون من الإهمال، في دير معزول في منطقة توسكانا. وقد أُعيد إحياء هذه الجدارية - وتُمثّل المسيح المصلوب - في بيت الرهبان بدير سان دومينيكو في فييزولي.

صوّرت الجدارية يسوع مصلوباً أمام خلفية باللون البنفسجي المزرق العميق، ورُسمت بعد فترة قصيرة من دخول أنجيليكو إلى دير سان دومينيكو قرابة عام 1420، حين كان في منتصف العشرينيات من عمره. وهي من أوائل أعماله المسجّلة، وقد تكون الأولى.

رغم قيمتها، ظلّت الجدارية في طيّ النسيان، إذ يقع الدير في كنيسة نائية على تلة في فييزولي، إلى أن صادفها العام الماضي فريق "بوتيغا بيلاكوا" (Bottega Belacqua) - ثلاثة أشخاص من إيطاليا وأميركا مولعين بفن النهضة - فأطلقوا نداء إلى منظمة أصدقاء فلورنسا الأميركية غير الربحية، التي موّلت بدورها عملية الترميم، بتعاون مع فريق ترميم إيطالي متخصّص.

للتحقّق من تاريخ الجدارية في فييزولي، رجع فريق بوتيغا بيلاكوا إلى وقائع الدير الرباعية، وهي سجلات تعود إلى عام 1516، أدّت دوراً حاسماً في إثبات وجود العمل الذي طُمس بالجير الأبيض عام 1566، لأسباب غير معروفة، يُرجّح أن تكون لأسباب صحية أو ببساطة لأن الجدارية اعتُبرت قديمة الطراز آنذاك.

وفي عام 1881، قرر رئيس الدير حينها الكشف عن العمل، لكنه أزال الطلاء الأبيض بنفسه رغم قلة خبرته، فتسبّب بأضرار كبيرة. أُعيد ترميم الجدارية بعدها جزئياً، لكنّ تسرّب المياه من السقف ألحق أضراراً جديدة، خصوصاً أسفل أقدام يسوع وفي الإطار الخارجي، فيما بقي المشهد المركزي أصلياً. وسُجّلت آخر عملية ترميم كبرى عام 1955 على يد دينو ديني.

وسيُعرض العمل المرمّم ضمن مسار خاص بأعمال فران جيليكو الأصلية المنتشرة في فلورنسا ومحيطها، ضمن معرض تكريمي يُقام في قصر ستروتسي ومتحف سان ماركو حتى 25 كانون الثاني/يناير 2026.