المصدر: النهار
الكاتب: عباس صباغ
الخميس 10 نيسان 2025 18:15:06
بعد ساعات على مزاعم إسرائيلية بوجود وسائل قتالية ومعدات لإنتاجها في منطقة الشويفات، تحركت قوة من الجيش يرافقها عناصر من لجنة المراقبة الدولية إلى المكان حيث أجرت مسحاً دقيقاً للمنطقة. فماذا يحتوي ذلك الموقع وما قصة القساطل؟
قبل أن تصل إلى منطقة الشويفات وتحديداً إلى المكان الذي تحدث عنه افيخاي أدرعي تلاحظ اهتراء البنية التحتية هناك حيث تفيض مياه الصرف الصحي على طول الطريق المؤدي إلى مجمعات سكنية ومنها ذلك المجمع الذي دمّره العدوان الاسرائيلي على دفعتين خلال شهري تشرين الأول (أكتوبر)، وتشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي.
تلك المنطقة عادت إلى واجهة الاهتمام لا من بوابة الإنماء بل من خلال تغريدة لأدرعي زعم فيها أن "حزب الله يحاول إعمار موقع إنتاج في الضاحية الجنوبية ويخفي نشاطه عن آلية الرقابة ويكذب على اللبنانيين".
وذهب أبعد من ذلك في مزاعمه مشيراً إلى أنه "خلال تفتيش مفاجئ اختفت الآليات الهندسية، وعادت إلى العمل خلافاً لاتفاق وقف إطلاق النار... يكشف جيش الدفاع أن حزب الله يحاول خلال الأشهر الأخيرة إعادة اعمار موقع تحت الأرض لإنتاج وسائل قتالية في قلب حي الشويفات في الضاحية الجنوبية، أنشئ قرب مدرسة وتحت مبانٍ سكنية، وذلك بعدما تم استهدافه في شهر تشرين الثاني 2024".
لكن الوقائع تظهر عكس تلك المزاعم حيث قام للمرة الثالثة الجيش اللبناني وأعضاء من لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بمعاينة وتفتيش مكان تدمير 5 أبنية في منطقة الشويفات في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وللمرة الثالثة لا يعثر الجيش ومعه لجنة الإشراف الدولية على أي منشآت عسكرية أو معدات لإنتاج الأسلحة أو وسائل قتالية.
وأمضى الجيش ولجنة المراقبة قرابة ساعتين في المكان وأجروا المسح الكامل لمنطقة لا تحوي سوى على آثار ردم من دون وجود أي فتحات تؤدي إلى تحت الأرض وأيضاً لم يكن هناك أي آثار لعمل آليات أو غيرها.
أما الصور التي ظهرت فيها قساطل فتبيّن أنها تعود لإحدى الشركات المتعهدة وأن المعدات والأنابيب هي لمشروع جرّ المياه في المنطقة وأن الآليات الموجودة تتبع للشركة عينها، وأن معدات كانت في المكان لشركة كانت تعمل على رفع ونقل الردم من المكان المستهدف بعدد من الغارات الإسرائيلية.
بيد أن المفارقة تكمن في معادلة باتت شبه مكرّسة وقوامها تغريدة غير صحيحة ومن ثم قلق يصل إلى حدّ الهلع بين السكان ويلي ذلك حضور الجيش اللبناني ولجنة الإشراف لتفقد المكان. وتكرّر الأمر في أكثر من مناسبة سواء في مستشفى الساحل حيث كانت المزاعم عن وجود أموال وتبيّن عدم وجودها، وكذلك وجّه أدرعي تغريداته ضد مطار رفيق الحريري الدولي حيث سارعت الأجهزة الأمنية لتنظيم جولة في المطار لإظهار عدم صحة مزاعم جيش الاحتلال.