خرجت مدينة السويداء الجمعة، في مظاهرة حاشدة عنوانها التحدي لقوات النظام والرد على تهديداته، بعد إرساله تعزيزات عسكرية إلى المحافظة، مؤكدة استمرار الحراك الشعبي المناهض للأسد.
وغصّت ساحة الكرامة وسط المدينة بآلاف المتظاهرين من مختلف المناطق في المحافظة، في مشهد أعاد الزخم الشعبي للساحة بعد أن تراجعت أعداد المشاركين خلال الفترة الماضية بسبب خلافات سياسية وتنظيمية.
وتوافد المحتجون من مختلف بلدات وقرى المحافظة إلى الساحة للمشاركة في التظاهرة المركزية للتأكيد على تلاحم فئات المجتمع كافة في وجه التلويح باستخدام القوة ضد المحافظة الثائرة على الأسد ونظامه منذ 261 يوماً.
وأظهرت مقاطع مصورة بثّتها شبكات إخبارية محلية حشوداً بالآلاف من مختلف قرى وبلدات المحافظة أبرزها شهبا وصلخد، فيما قدم مئات آخرون سيراً على الأقدام إلى الساحة قاطعين مسافات أكثر من 10 كيلومترات للمشاركة في التظاهرة التي تأتي في ظرف استثنائي يتمثل بتلويح النظام باستخدام القوة.
ورفع المتظاهرون شعارات عنوانها الأبرز هو التحدي للنظام في وجه تعزيزاته العسكرية الجديدة والكبيرة، مؤكدين في شعاراتهم أن "جيش الأسد ما يخوفنا" و"الموت ولا المذلّة"، ورفعوا لافتات تؤكد أن الحشود العسكرية مكانها على الجبهة والحدود وليس في داخل السويداء.
كما حمل المحتجون أغصان الزيتون وسنابل القمح في وسط الساحة للتأكيد على سلمية حراكهم في مقابل الترهيب الذي يمارسه النظام السوري ضد المحافظة، مشددين على أنهم دعاة سلم لا حرب، وأنهم نسوا الخلافات السياسية في ما بينهم لمواجهته.
وقال ناشطون من السويداء من قلب ساحة الكرامة، إن رسالة المتظاهرين والمحافظة عموماً كانت واضحة من خلال تلك الجموع الغفيرة وهي أنهم متحدون في وجه الترهيب والإذلال والتلويح باستخدام الآلة العسكرية الذي يمارسه الأسد ونظامه ضدهم.
ودفع النظام السوري خلال الأسبوع الماضي، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المحافظة بعد حادثة اختطاف عدد من الضباط للضغط على الأجهزة الأمنية للإفراج عن طالب جامعي اعتقلته في جامعة تشرين في اللاذقية، بسبب مشاركته في التظاهرات.
والأربعاء، قال قائد "قوات شيخ الكرامة" الشيخ ليث البلعوس ل"المدن"، إن المرحلة القادمة في السويداء مفتوحة على كل الاحتمالات، مؤكداً أن شباب وأهالي المحافظة أعدوا العدة للمواجهة العسكرية في إطار الحق المشروع بالدفاع عن النفس، لكن المحافظة لن تكون المبادرة.