المصدر: وكالات
السبت 22 آذار 2025 14:45:34
بعد سلسلة من الغارات التي استهدفت مناطق جنوبية عدة وأدت إلى سقوط شهداء وجرحى، يبدو أن إسرائيل ستستكمل الهجمات تباعاً، بعدما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن "الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان لا تزال متواصلة"، في وقت أعلنت فيه هيئة البث الإسرائيلية أنّه "انتهى في الوقت الراهن الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ على المطلة صباح اليوم".
قبل ذلك أمطر الجيش الإسرائيلي مناطق الجنوب بالغارات، بعد دقائق قليلة على اعلان رئيس رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتياهو أنه "أمر بشنّ ضربات ضدّ عشرات الأهداف في لبنان ردّاً على إطلاق الصواريخ"، حتى بدأت سلسلة من الغارات المعادية على مناطق جنوبية عدة، فيما أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ "الرد الإسرائيلي في هذه المرحلة "يتركز على مناطق جنوب لبنان والنبطية".
وشنّ الطيران الإسرائيلي غارة على بلدة تولين مما أدى إلى سقوط 4 شهداء بينهم طفلة سورية و12 جريحا، استهدف فيها أحد المنازل مما أدى إلى وقوع اصابات، وغارة على مرتفعات إقليم التفاح جنوبي لبنان استهدفت جبل صافي وكفرفيلا، واخرى على جبل الريحان في جزين. كما شنّت الطائرات الإسرائيلية غارتين بين بلدتيّ كفرملكي وبصليا، وغارة اخرى على كفرحونة. كما قصفت مدفعيّة الجيش الإسرائيليّ سهل الخيام، ومنطقة باب التنية في سهل مرجعيون.
وأفادت وزارة الصحة عن "وقوع جريحين في بلدة كفركلا نتيجة الاعمال العدوانية التي قام بها العدوّ الإسرائيلي وتم نقلهما إلى المستشفى للعلاج"، كما ذكرت أن الغارة الإسرائيلية على بلدة تولين أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد شخصين من بينهما طفلة وإصابة 8 بجروح من بينهم طفلان. ولا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرة.
مهاجمة أهداف للحزب
تصعيد خطير، أعاد فتح الجبهة الجنوبية على الغارات الإسرائيلية، بينما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي، إنّ "الجيش الإسرائيليّ يُهاجم أهدافاً لحزب الله في جنوب لبنان". يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية أنّ "الجيش سيشن غارات ضد عشرات المواقع في لبنان ردا على قصف المطلة". ونُقل عن مكتب وزير الأمن الإسرائيلي أنّ كل من نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أصدرا تعليمات للجيش بالرد بقوة وقصف عشرات الأهداف في لبنان. وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية في هذا الإطار أنها "لن تسمح بالحاق الأذى بمواطنينا وسيادتنا وسنلجأ لكل وسيلة لضمان أمن مواطنينا في الشمال".
وبعد عشرات الغارات على لبنان أعلن أدرعي، أنّ "الجيش الإسرائيليّ أغار على عشرات المنصات الصاروخية وعلى مقر قيادة عمل من داخله عناصر من حزب الله".
وأضاف: "يُشكّل إطلاق القذائف الصاروخية صباحاً نحو اصبع الجليل خرقاً فاضحًا للتفاهمات بين لبنان وإسرائيل، وتهديدًا مباشرًا على مواطني إسرائيل حيت تتحمل الدولة اللبنانية المسؤولية للحفاظ على الاتفاق".
في المقابل، نفى حزب الله أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً أنّ "ادعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان والتي لم تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار".
وفي بيان، جدد حزب الله "التأكيد على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وأنّه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان".
غارات اليوم pic.twitter.com/Wpjvk2R3MT
— kataeb.org (@kataeb_Ar) March 22, 2025
منع التصعيد
وكانت أكدت مصادر متابعة أن التواصل مفتوح بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، للتنسيق في سبيل منع التصعيد الإسرائيلي. وتفيد المصادر بأن الاتصالات مفتوحة أيضاً مع كل الجهات الدولية المعنية ومع الجيش اللبناني وقيادة اليونيفيل لأجل اتخاذ الاجراءات اللازمة لضبط الوضع على الحدود. وكشفت أنّ حزب الله أبلغ جميع المعنيين بأنه لا علاقة له بما جرى وأنه يقف خلف الدولة اللبنانية ويلتزم قرار وقف إطلاق النار، ويطالب بتطبيق القرار 1701. ومن الممكن أن يصدر الحزب بياناً ينفي فيه أي علاقة له بإطلاق الصواريخ باتجاه مستوطنة المطلة.
اتصالات خارجية
توازياً، أُفيد أنّ الرئيس عون كلّف وزير الخارجية يوسف رجّي بإجراء اتصالات عربية ودولية لشرح موقف لبنان من تطورات جنوب لبنان. من جهته، أكد رجّي "نبذل كل الجهود الدبلوماسية مع أصدقاء لبنان العرب والأجانب لوقف تصعيد إسرائيل". وفي حديث إعلامي أضاف "لا نسعى إلى التصعيد ونعمل لدفع إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان".
تصريح اليونيفيل
وقال الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي ان "اليونيفيل لا تزال تشعر بقلق بالغ إزاء التصاعد الممكن للعنف بعد رصد إطلاق أربعة صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل في محيط المطلة حوالي الساعة 7:30 صباحًا، مما أسفر عن رد فوري من جانب جيش الدفاع الإسرائيلي". وأضاف: "اننا نحض جميع الأطراف بشدة على الامتناع عن اتخاذ أي خطوات قد تعرض التقدم المحرز للخطر، خصوصًا في ظلّ تهديد أرواح المدنيين والاستقرار الهش الذي شهدته المنطقة في الأشهر الأخيرة".
وتابع تيننتي: "ان أي تصعيد إضافي في هذا السياق المتقلب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة. لا يزال الوضع هشًا للغاية، ونشجع الطرفين على الوفاء بالتزاماتهما. ويواصل جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل أداء مهامهم في جميع مواقعهم".