المصدر: المدن
الخميس 2 شباط 2023 15:46:28
شكا الفنان السوري هاني شاهين، حالة الفقر المدقع التي يعانيها في الآونة الأخيرة، عطفاً على تفاقم الأزمة المعيشية في البلاد التي تصدرت مؤشر انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
وقال شاهين (82 عاماً) في تصريحات صحافية، أن دخله الشهري الذي يحصل عليه من راتبه التقاعدي ووظيفته في الإذاعة، لا يتجاوز 150 ألف ليرة سورية، ما يعادل نحو 22 دولاراً أميركياً. وقال أنه عاجز عن شراء سمّاعة طبية تبلغ قيمتها 700 ألف (نحو 100 دولار أميركي)، مضيفاً أنه وزوجته لم يتمكنا من تناول أي طعام غير الزيت والزعتر لمدة 20 يوماً متتالية.
وشاهين الذي أسس للمسلسل السوري الشهير "مرايا" رفقة الممثل ياسر العظمة، حيث كان مديراً لإنتاج المسلسل، وممثلاً رئيسياً فيه، قال أنه يعاني أمراضاً عديدة، جلها جاءت بسبب عمله في الفن والدوبلاج، على غرار معاناته من نقص تروية في الدماغ والقلب، ما تسبب له بضعف في السمع، بسبب أصوات الضوضاء العالية خلال عمله. وأضاف أنه اضطر بعد ذلك إلى بيع سيارته، لسداد ديونه، وأكمل: "لم آكل الفواكه منذ سنة، ولا أستطيع شراء اللحوم، ولا يمكنني شراء الدجاج بشكل مستمر".
وأفاد شاهين بأنه لم يكن يتخيل يوماً بعد 62 سنة من العمل في الفن أن يصل إلى هذا الحال، موجهاً رسالة إلى المخرجين الحاليين بتذكره، وتذكر الجيل الذي ينتمي إليه من الفنانين الذين تقدموا في السن، ما يشير إلى حالة شاملة في سوريا تتعلق بالتقاعد من ناحية السن والقدرة على الحياة حياة كريمة، فيما تغيب كافة أنواع الضمانات التي قد تدعم الفرد من هذه الناحية، ليس فقط بعد الثورة السورية، بل منذ عقود.
وبرز شاهين في أعمال درامية سورية، أبرزها "باب الحارة" بدور العريف نوري، كما يقدم بشكل أسبوعي على الإذاعة السورية برنامج "حكم العدالة" البوليسي الشهير، ولم ينقطع عنه منذ 36 سنة. وهو من مواليد العاصمة دمشق العام 1940 وشارك في عشرات الأعمال في العديد من الأعمال الإذاعية والمسرحية والتلفزيونية والسينمائية.
وفي المسرح لعب أدواراً في مسرحيات مثل "الشعب البطل" و"المأساة المتفائلة" و"أنا عايزه مليونير" و"شلون الله بدو يوفقنا" و"ياغافل إلك الله". وفي الإذاعة شارك في برامج ومسلسلات مثل "خزانة العرب" و"الجريمة والعقاب" و"سنابل الأدب"، وفي السينما شارك في فيلم "رجال تحت الشمس" المأخوذ عن رواية غسان كنفاني بالعنوان نفسه، و"غوار جيمس بوند"، و"ليل الرجال"، "الطريق من دمشق".
وبحسب تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، تشكل سوريا واحدة من أشد حالات الطوارئ الإنسانية تعقيداً على كوكب الأرض، حيث مازالت البلاد بعد 11 عاماً من الصراع تضم أكبر عدد من النازحين في العالم، وتشكل كذلك منبعاً لواحدة من أكبر أزمات اللجوء في العالم.
وقيّم التقرير الاحتياجات الإنسانية للعام الجاري، اعتماداً على مقابلات مع 34 ألف و65 عائلة في جميع أنحاء سوريا، أجريت في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس 2022، اتضح من خلالها أن 85% من هذه الأسر غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية، وهي زيادة بنسبة 76% مقارنة بتقييم الاحتياجات في العام الماضي، وارتفعت هذه النسبة لدى العائلات التي تعيلها نساء، حيث أفادت 9 من كل 10 أسر بأنها غير قادرة على تلبية احتياجاتها الرئيسية.
وتعتمد 35% من العائلات السورية على المساعدات الإنسانية، وتلعب الحوالات المالية دوراً أساسياً في تكيف الأسر مع الوضع الاقتصادي، كما أفادت 90 % من الأسر بأنها تختار طعاماً أقل كلفة مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، في حين تقلل نصف جميع العائلات من حجم وجبتها مرة واحدة أسبوعياً على الأقل.
ولفت التقرير نفسه إلى أن معدلات سوء التغذية العام 2022 كانت آخذة في الازدياد، حيث عانى 364 ألف طفل دون عمر الـ5 سنوات من سوء التغذية الحاد، فيما يعاني 25% من الأطفال من فقر الدم. كما ارتفعت حالات سوء التغذية الحاد الوخيم بين الرضع وصغار الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات، بنحو 48% مقارنة بالعام 2021، كما أن 36% من الأطفال دون الـ5 سنوات، و56 بالمئة من النساء الحوامل والمرضعات شمال غربي سوريا، مصابون بفقر الدم.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي "لا يعرف 12 مليون شخص من أين ستأتي وجبتهم التالية، فيما 2.9 مليون معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع"، ما يعني أن 70 في المئة من السوريين "قد يكونون غير قادرين قريباً على وضع طعام على المائدة لعائلاتهم".