المصدر: Agencies
الجمعة 19 نيسان 2024 17:27:57
أثار الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع استغراب الحاضرين ووسائل الإعلام، بتلميحه إلى احتمال أن يكون عمّه الذي شارك في الحرب العالمية الثانية قد وقع ضحية لأكلة لحوم البشر، بعدما أُسقطت طائرته العسكرية فوق غينيا الجديدة.
وقد أدلى بايدن البالغ من العمر 81 عامًا بهذا التعليق، بعد زيارة نصب تذكاري للجنود المفقودين وقتلى الحرب العالمية الثانية في مسقط رأسه سكرانتون بولاية بنسلفانيا في أثناء جولة انتخابية يوم الأربعاء الماضي.
عمّ بايدن وأكلة لحوم
يومها، وضع الرئيس الأميركي يده على الإسم المحفور للملازم الثاني أمبروز جيه. فينيغان، الذي أسقطت طائرته ولم يعثر على جثته، حيث أشاد بعمّه أمام الحاضرين.
وتحدث بايدن في وقت لاحق أمام جمع من عمّال الصلب عن عمّه الراحل، مشيرًا إلى أنه "قاد طائرات بمحرك واحد، وقام برحلات استطلاعية فوق غينيا الجديدة. لقد تطوع لأن أحدًا لم يتمكن من القيام بذلك".
وأضاف: "لقد تمّ إطلاق النار على طائرته في غينيا الجديدة، ولم يعثروا على جثّته أبدًا لأنه كان هناك الكثير من أكلة لحوم البشر في ذلك الجزء من غينيا الجديدة، حقًّا".
وتابع الرئيس الأميركي: "لم يستعيدوا جثته قط. لكن الحكومة عادت.. وبحثوا ووجدوا بعض أجزاء الطائرة وما شابه ذلك".
ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، لم يتوانَ بايدن عن تكرار القصة نفسها على مسامع الصحافيين، مؤكّدًا أنّ طائرة عمّه "أُسقطت في منطقة كان بها الكثير من أكلة لحوم البشر".
وروى بايدن مرة أخرى قصة الرجل الذي يطلق عليه اسم "العمّ بوزي" في مناسبة منفصلة، ردًا على تعليق نسب للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب بأن "الأغبياء والخاسرين" يموتون في القتال.
توضيح البيت الأبيض
وبعد الجدل الكبير الذي أحدثته تصريحات بايدن أوضحت الرئاسة الأميركية أمس الخميس، أنّ القصة التي رواها الرئيس تعاني، على غرار ما يحدث مع الكثير من الأساطير العائلية، من بعض المغالاة والتضخيم.
فالرواية التي سردها بايدن تفتقر في الواقع إلى الكثير من الحقائق الموثّقة في سجلات وزارة الدفاع الأميركية، سواء لجهة سبب سقوط الطائرة أو موقع سقوطها أو حتى قصة أكلة لحوم البشر من أساسها.
وأقرّت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار بأنّ عمّ الرئيس "فقد حياته عندما تحطمت الطائرة العسكرية التي كان على متنها في المحيط الهادئ"، وليس على الأرض كما قال الرئيس.
لكنّ جان-بيار دافعت عن الرئيس بايدن، قائلة إنه "سلّط الضوء على قصّة عمه" لإظهار دعمه للمحاربين القدامى.
يذكر أنه بحسب الموقع الإلكتروني للوكالة الرسمية المكلفة شؤون أسرى الحرب والمفقودين الأميركيين، فإنّ عمّ بايدن كان متوجّهًا إلى غينيا الجديدة على متن طائرة عسكرية مهمتها إيصال البريد، وقد "أُجبرت على الهبوط في المحيط" قبالة ساحل الجزيرة "لأسباب غير معروفة".
ويضيف تقرير الوكالة أنّ الطائرة ارتطمت بالمياه بقوة، وفشل ثلاثة من أفراد طاقمها في الخروج من الحطام بينما نجا واحد فقط أنقذته بارجة عابرة.
وتابعت الوكالة: "لم يعثر البحث الجوي في اليوم التالي على أيّ أثر للطائرة المفقودة أو لأفراد الطاقم المفقودين".