بدمعة جويس عقيقي تودّع جورج عيد وتكشف قصة صورة مار شربل... للأسف لبناننا بات مستحيلاً!

ودّع مدير العمليات في الـmtv ومراسل أخبارها جورج عيد المحطة قبيل مغادرة لبنان نتيجة سوء أداء السلطة على مختلف المستويات، ما أدى الى هجرة كبيرة من الشعب بمختلف طوائفه وانتماءاته المناطقية.

ولفتت الكلمة التي كتبتها الزميلة جويس عقيقي لعيد قالت فيها:

"إذهب إلى حيث الغربة وطن …

عام ٢٠٠٧ التقينا في حكومة الظّلّ الشّبابيّة – مشروع الشّهيد جبران تويني.

يومها كنّا شابّ وشابّة طموحين نريد التّغيير لهذا البلد وآمنّا أنّنا سنحقّق هذا التّغيير!

كنّا نحلم بلبنان يشبهنا، يشبه طموحاتنا ويشبه نظافة أفكارنا!

بعدها شاءت الصّدف أن نجتمع سويّاً مرّةً جديدةً تحت سقف حلمٍ واحد في محطة أم- تي- في لا بل تحت جناح حلم … لأنّه لا سقف للحلم الّذي نؤمن به!

حلم بلبنان قويّ، حرّ، مستقلّ يشبه طموحات شبابه! حلم بشعبٍ قويّ يثور في وجه حكّامه الجائرين ويتمرّد على كلّ فاسد!

طوال١٣ عاماً من الصّداقة لم تهتزّ صداقتنا رغم محاولات كثيرة لهزّها …

طوال ١٣ عاماً عرفتك صديقاً وفيّاً رافقني في أجمل وأصعب لحظات حياتي. وأقول “أصعب” وأضع نصب عينيّ صورة مار شربل (صديقنا في مشوارنا الأوّل) الّتي وضعتَها على مكتبي منذ فترة أثناء غيابي، من دون أن أعلم، لا لشيء سوى لأنّك شعرت بي … وقلت لي لاحقاً إنّك شعرت بأنّني أحتاج إلى عنايةٍ ما في هذه الفترة ولذلك وضعت الصّورة!

جورج، اليوم أودّعك للمرّة الثّانية بالطّريقة نفسها.

فيوم غادرت لبنان إلى أبو ظبي عام ٢٠١١ ذرفت الدّموع … واليوم التّاريخ يعيد نفسه، فأنا أودّعك بدمعة في عينيّ لكن بابتسامةٍ على وجهي، لأنّني أعلم أنّك ستكون سعيداً في وجهتك الجديدة وخصوصاً أنّك لن تكون وحيداً في الغربة هذه المرّة فرنا وإيليني ترافقانك اليوم في مشوارك وفي حياتك الجديدة.

جورج، هذا الل "لبنان" الّذي حلمنا به من ١٣ عاماً لم يكن مستحيلاً بالنّسبة إلينا يومَها ولكن اليوم، وأقولها بغصّة، للأسف "لبناننا" بات مستحيلاً!!!

فاذهب إلى حيث الأحلام قابلة للتّحقّق … إذهب إلى غربةٍ تشعر فيها أنّك في وطن لأنّنا بتنا نشعر أنّنا في غربةٍ في الوطن!

وكما فعلتُ سابقاً، سأزورك طبعاً في وجهتك الجديدة وسيستمرّ التّواصل بيننا ومن يعلم؟ قد أزورك قريباً لنتناول "السّوشي" سويّاً وربّما في المكان نفسه لكن هذه المرّة برفقة رنا وإيليني".