المصدر: اليوم السابع
الخميس 4 أيلول 2025 01:27:58
كشفت الحكومة البريطانية أنها ستمنع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما من شراء مشروبات الطاقة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين "الخطيرة"، حيث وجد دليل دقيق يكشف ما تفعله مشروبات الطاقة المليئة بالكافيين بالجسم وجميع مخاطرها الصحية.
وقد فرضت بالفعل العديد من سلاسل محلات السوبر ماركت في جميع أنحاء البلاد حظراً طوعياً على بيع المنتجات للقاصرين، ولكن اعتبارًا من شهر يناير، سيصبح هذا إلزاميًا، مما يجعل بيع مشروبات الطاقة التي تحتوي على أكثر من 150 ملجم من الكافيين لكل لتر أمرًا غير قانوني - في المتاجر والمطاعم والمقاهي وعبر الإنترنت.
قال خبراء، إن مبيعات وتسويق مشروبات الطاقة "غير المسئولة" "تؤدي إلى أزمة في صحة الأطفال" تؤثر على تركيزهم ونومهم وحتى صحتهم العقلية.
يُعتقد أن حوالي 100 ألف طفل يستهلكون مشروب طاقة واحد على الأقل يحتوي على نسبة عالية من الكافيين يوميًا، مع توفر بعض العلامات التجارية بما يصل لأسعار زهيدة، فإن العديد من مشروبات الطاقة يمكن أن تكون أرخص من المياه المعبأة في زجاجات، كما أنها تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب، لكن تناول كميات كبيرة للغاية من هذه المشروبات، وبشكل متكرر للغاية، قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، تتراوح من زيادة خطر الإصابة بمضاعفات القلب والسرطان إلى الاكتئاب، كما تشير الدراسات أيضاً.
وتوضح صحيفة "ديلي ميل" كيف يمكن للمشروبات أن تسبب أضرارا جسيمة للجسم في غضون ساعات قليلة، وما هي المكونات الأخرى الموجودة فيها والتي تثير قلق بعض الخبراء، حتى في الجرعات المنخفضة، فإن تناول مشروبات الطاقة بشكل يومي على المدى الطويل يمكن أن يسبب أضرارًا شديدة لا رجعة فيها، الكافيين هو منبه يحفز انقباض الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب.
وقالت الصحيفة، إنه بمجرد استهلاك مشروب الطاقة، يستغرق الأمر حوالي 10 دقائق حتى يدخل الكافيين إلى مجرى الدم، مما يتسبب في بدء ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم.
قد يستغرق الأمر ما يصل إلى 45 دقيقة حتى يصل الكافيين إلى ذروته في مجرى الدم، مما يجعل المستخدمين يشعرون بمزيد من اليقظة وتحسين التركيز مع سريان مفعول المنشط، تصل تأثيراته إلى ذروتها في حوالي 50 دقيقة بمجرد امتصاص الكافيين بالكامل.
في هذه المرحلة، يستجيب الكبد أيضًا عن طريق امتصاص المزيد من السكر في مجرى الدم، وبعد ساعة تقريبًا من تناول المشروب، يبدأ الجسم بعد ذلك في تجربة انهيار السكر، مع انخفاض مستويات الكافيين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالتعب وانخفاض مستويات الطاقة، ومع ذلك، بعد مرور 5 إلى 6 ساعات، يبقى حوالي 50 % من محتوى الكافيين في مجرى الدم، يتم إخراج الكافيين من مجرى الدم لدى معظم الأشخاص بعد 12 ساعة، ولكن العوامل التي تؤثر على المدة التي يمكن أن يستغرقها ذلك تشمل العمر ووزن الجسم والكمية الدقيقة من الكافيين التي تم استهلاكها.
ونظرًا لأن الكافيين يسبب التعود، فغالبًا ما يمكن للمستخدمين أن يشعروا بأعراض الانسحاب بعد 12 إلى 24 ساعة من آخر جرعة، بما في ذلك التهيج والصداع وحتى الإمساك، قد يستغرق الأمر ما بين أسبوع إلى 12 يومًا حتى يصبح الجسم متسامحًا مع جرعة الكافيين المنتظمة، مما يقلل من فوائد التركيز واليقظة حيث يعتاد الجسم عليها، لكن الأطباء يحذرون من أن مشروبات الطاقة يمكن أن تشكل مخاطر أخرى، وقد تهدد حياة الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب الوراثية، ويرجع ذلك إلى أن مشروبات الطاقة يمكن أن تؤدي إلى تعطيل النظام الكهربائي للقلب، مما يزيد من خطر حدوث عدم انتظام في ضربات القلب.
ويقول الباحثون، إن هذا الخطر، إلى جانب عوامل أخرى متعلقة بأسلوب الحياة مثل الحرمان من النوم، والجفاف، واتباع الحمية الغذائية، والصيام الشديد، والتدخين الإلكتروني، وتناول المضادات الحيوية، قد يخلق "عاصفة مثالية" تؤدي إلى السكتة القلبية المفاجئة لدى بعض المرضى.
قام باحثون في مستشفى مايو كلينيك في الولايات المتحدة الأمريكية بفحص البيانات الطبية لـ 144 مريضا نجوا من سكتة قلبية بعد تلقيهم علاجا طارئا، وكان سبعة منهم، تتراوح أعمارهم بين 20 و42 عاما، قد تناولوا مشروبات الطاقة قبل فترة من وقوع الحدث الذي يهدد حياتهم، حيث احتاج 6 منهم إلى أجهزة إزالة الرجفان، بينما احتاج واحد إلى الإنعاش القلبي الرئوي.
وكان 3 من المرضى يستهلكون مشروبات الطاقة بشكل منتظم، وتبين أن 4 منهم يعانون من نوع من أمراض القلب الوراثية، ورغم أن الدراسة التي نشرت في مجلة Heart Rhythm لم تثبت أن مشروبات الطاقة هي السبب المباشر للنوبات القلبية، فإن الباحثين ما زالوا يوصون بتناول مشروبات الطاقة باعتدال.
تحتوي مشروبات الطاقة على مستويات عالية جدًا من المكونات ذات التأثيرات القوية على الجسم، قد تحتوي بعض العلامات التجارية على ما يصل إلى 160 ملغ من الكافيين، أي ما يقرب من 3 أضعاف كمية الكافيين الموجودة في القهوة سريعة التحضير.
التسمم بالكافيين، ويسمى أيضًا سمية الكافيين، هو حالة غير شائعة ولكنها خطيرة تحدث إذا تناول الشخص أكثر من 1200 مليجرام من الكافيين.
وقد أفاد الأطباء أن معظم الزيارات إلى أقسام الطوارئ بسبب التسمم بالكافيين تأتي من الشباب الذين يخلطون مشروبات الطاقة بالكحول أو مواد أخرى، لكن الكافيين ليس العنصر الوحيد الذي يثير قلق الخبراء، فقد تحتوي مشروبات الطاقة أيضًا على ما يصل إلى 21 ملعقة صغيرة من السكر.
تحتوي علبة واحدة من مشروب الطاقة سعة 250 مل على 27.5 جرام من السكريات، أي أكثر من علبة المشروبات الغازية التي تحتوي على 26.5 جرام من السكريات لكل 250 مل.
توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية البالغين باستهلاك 30 جرامًا فقط من السكريات الحرة يوميًا، مما يعني أن بعض مشروبات الطاقة يمكن أن تمثل أكثر من 90 % من استهلاك السكر اليومي للشخص.
في العام الماضي، وجد باحثون بريطانيون قاموا بمراجعة 57 دراسة شملت أكثر من 1.2 مليون طفل، روابط واضحة بين استهلاك مشروبات الطاقة وزيادة وتيرة الصداع والتهيج والتعب وآلام المعدة.
ونشرت الدراسة في مجلة الصحة العامة، ووجدت أيضًا انخفاضًا في مدة النوم وجودته، وزيادة خطر التعرض للتوتر والقلق والاكتئاب.
وأضافت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أن ما يصل إلى واحد من كل 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عاماً، ونحو ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عاماً، يستهلكون مشروب طاقة واحد أو أكثر يحتوي على نسبة عالية من الكافيين كل أسبوع.
أشاد خبراء اليوم بخطوة حظر المنتجات لمن هم دون سن 16 عامًا، محذرين من أن "الأبحاث المتزايدة" تشير إلى أن هذه المشروبات تشكل "مخاطر كبيرة على السلوك والصحة العقلية".
وقال البروفيسور ستيف تيرنر، رئيس الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل: "يحصل الشباب على طاقتهم من النوم، والنظام الغذائي الصحي المتوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتواصل الهادف مع العائلة والأصدقاء، موضحا، إنه لا يوجد دليل على أن الكافيين أو المنشطات الأخرى في هذه المنتجات تقدم أي فائدة غذائية أو في النمو، وفي الواقع تشيرالأبحاث المتزايدة إلى مخاطر جدية على السلوك والصحة العقلية.
وأضافت الدكتورة كوثر هاشم، رئيسة قسم الأبحاث والتأثير بجامعة كوين ماري في لندن: "إن السكريات الحرة في هذه المنتجات تزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع 2 وتسوس الأسنان، في حين أن المحتوى العالي من الكافيين يمكن أن يضر بالصحة العقلية والرفاهية للشباب"، ومن خلال ضمان تطبيق الحظر على آلات البيع والمتاجر الصغيرة، فإن الحكومة لديها الفرصة لإغلاق الثغرات وجعل هذه السياسة فعالة.