يعيش أهالي الطلاب في مدينة صيدا والجوار حال من الترقب حيال المعارك العسكرية التي شهدها مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين. يوم الجمعة الفائت أرسلت المدارس رسائل فورية إلى جميع الأهالي للقدوم واصطحاب أولادهم، وأبلغتهم أن ثمة معلومات عن إمكانية تجدد النزاعات في المخيم. وتبين أن الخوف مرده إلى تسليم المسلحين مدارس الأونروا وما قد يحصل من خلافات بين القوى المسلحة داخل المخيم. وسبق هذا الأمر تبلغ الأهل من إدارات المدارس عن إمكانية التوجه إلى التعليم من بعد في حال تجددت الاشتباكات، كما أكد أهالي لـ"المدن".
تأجيل العام الدراسي
منظمة الأونروا أبلغت أهالي الطلاب عن تأجيل العام الدراسي إلى الخامس من تشرين الأول الجاري، مؤكدة أنه سيتم استيعاب أطفال مخيم عين الحلوة البالغ عددهم 6 الاف طالب بشكل مؤقت في مدارس الأونروا القريبة من المخيم أو تلك الواقعة في مدينة صيدا. وذلك باعتماد نظام الفترتين. وهي بمثابة حلول بديلة لأطفال مخيم عين الحلوة من أجل الحفاظ على حقهم في التعليم، بعد تعرض مدارس الأونروا الثماني إلى أضرار جسيمة، وما زال يصعب الوصول إليها بسبب الوضع الأمني في المخيم. هذا فيما تستمر بعض المدارس خارج المخيم بتوفير المأوى لعدد من العائلات النازحة. لكن في ظل الهدوء الحذر في المخيم بدأت مدارس صيدا الاستعدادات لما هو أسوأ، وبلغ بعضها الأهالي عن التوجه للتعليم من بعد.
هدوء حذر في المخيم
حالياً يعيش مخيم عين الحلوة هدوءًا حذراً في ظل عدم اتفاق الفصائل الفلسطينية على حل شامل. فجوهر النزاع المتعلق بتسليم المطلوبين لم يحل بعد رغم التقدم بالمفاوضات لتسليم بعض الأشخاص ومغادرة آخرين المخيم وإلى خارج لبنان. هذا الهدوء الحذر دفع إدارات المدارس إلى وضع أهالي الطلاب بأجواء الانتقال للتعليم من بعد. لكن تجربة التعليم من بعد خلال أزمة كورونا كانت كارثية على أهالي الطلاب. فباستثناء كبرى المدارس لم ينجح هذا النوع من التعليم في لبنان. ورغم ذلك يؤكد أهالي طلاب في لجان الأهل أنه في حال تجددت الاشتباكات يفضل الأهالي تعليم أولادهم من بعد حفاظاً على سلامتهم. غير ذلك، على المدارس تعليم الطلاب حضورياً ولمدة خمسة أيام وليس أربعة أيام كما حصل العام الفائت. فقد سرت شائعات عن توجه بعض المدارس لتعليم الطلاب ثلاثة أيام من بعد ويومان حضوريان بحجة تعويد الطلاب على الأونلاين تحسباً لتجدد النزاع في عين الحلوة.
الاستعداد للتعليم من بعد
خلال الاشتباكات المسلحة في عين الحلوة أقفلت المدارس والجامعة اللبنانية أبوابها. وأقدمت مدارس مثل الانجيلية، القريبة من المخيم، على تعليم طلاب صفوف البروفيه والثالث ثانوي من بعد. وجهزت المدرسة وسائل التعليم من بعد حتى الصف الثالث ابتدائي، تحسباً لأي أمر قد يطرأ. أما كبرى مدارس المدينة مثل ثانوية حسام الدين الحريري، التابعة لجمعية المقاصد، فقد استفتت أهالي الطلاب حول الانتقال للتعليم من بعد في حال تجدد الاشتباكات. فالهدف من الاستبيان كان معرفة مكان سكنهم ومدى قربهم أو بعدهم من المخيم. وتبين أن تسعين بالمئة من الطلاب يستطيعون الوصول إلى المدرسة، والحل يكون بتعليم العشرة بالمئة المتبقين من بعد.
الجامعة اللبنانية، التي تعرضت مبانيها لرشقات رصاص وسقوط شظايا، لن تلجأ إلى التعليم من بعد. وتقول مصادر إدارية إنه في حال تجددت الاشتباكات تقفل الجامعة أبوابها في انتظار عودة الهدوء. فلا معنى للتعليم من بعد في ظل احتدام المعارك، كما تفكر إدارات المدارس، لأن لا الطلاب ولا أهاليهم لديهم رفاهية التفكير بالتعليم.