بسترينة 2021... إغتيالات يُطلِقها التلويح بأسرار انفجار مرفأ بيروت وضبط الحدود؟!

يُستَكمَل اللّعب السياسي في الوقت الضائع قبل بلوغ مرحلة الكوارث، ربما خلال الأسابيع الأولى من عام 2021. 

فالفقر والجوع يهدّدان الشعب اللبناني، ويُضاف إليهما "التبشير" بالاغتيالات في زمن فيروس "كوفيد - 19"، والتي لن تنحصر مفاعيلها إذا نُفِّذَت بالفعل، في إيصال رسائل سياسية وأمنية، بل بزيادة الكارثة الوبائية، تماماً كما حصل بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الفائت. 

شرط جديد 

نقطتان أساسيتان قد تتحكّمان بالملف اللبناني مستقبلاً، وبالتعاطي الدولي فيه خلال الأسابيع القادمة، بحسب أكثر من مُعطى، وهما ضبط الحدود اللبنانية كشرط أوّل للإصلاحات التي عادت الى دائرة الضّوء بقوّة منذ أيام، تماماً كما كان عليه الحال بين نيسان وتموز 2020، كعنصر أساسي لفتح خزائن "صندوق النّقد الدولي" للبنان. بالإضافة الى نتائج التحقيقات في أسباب انفجار مرفأ بيروت، التي حازت على نسبة مهمّة من الكلام الدولي المتعلّق بالأزمة اللبنانية منذ أيام أيضاً، في شكل يؤشّر الى أن هذه النّقطة قد تتحوّل الى شرط جديد من الشروط الدولية، يُعادل المطالبة بتشكيل "حكومة مهمّة" مستقلّة، من اختصاصيين، وبالبدء بتنفيذ الإصلاحات. 

وبما أن هذَيْن الملفَّيْن يتمتّعان بامتدادات سياسية واقتصادية وأمنية مُعقّدة، هل يفتح مسار الضّغط باتّجاه تسريعهما، الباب، لبدء الاغتيالات في لبنان؟ 

في كل لحظة! 

لفت العميد المتقاعد خليل الحلو الى أن "الحديث عن خطر حصول اغتيالات، صدرت في شكل أساسي عن جهازَيْن أمنيَّيْن، هما أمن الدولة والأمن العام. ويعود لهما تقديم أطراف الخيوط في هذا الإطار، سواء كانت تلك التحذيرات على سبيل المعلومات أو التقدير لموقف". 

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الاغتيالات تبقى مطروحة في كل لحظة. والحديث عنها اليوم يُعيدنا بالذّاكرة الى ما حصل قبل سنوات، من محاولة لاغتيال النائب والوزير السابق مروان حماده، والتي استُكمِلَت باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء 14 آذار، وصولاً الى مرحلة ما بعد اغتيال اللواء الركن الشهيد فرانسوا الحاج. فهذه الاغتيالات لم تَكُن مرتبطة بحدث معيّن، بل حصلت للترهيب، ولإخضاع لبنان الى إرادة خارجية، هي إيرانية. وهو ما أظهره بوضوح القرار الذي صدر عن المحكمة الخاصّة بلبنان في آب الفائت". 

اغتيال من؟ 

وأوضح الحلو أن "الأسئلة الأساسية التي تترافق مع الحديث عن عودة الإغتيالات تتعلّق بالجهة التي تريد أن تغتال، وبتلك التي ستُغتال؟". 

وشرح:"الجهات التي يمكنها أن تغتال ليست أشباحاً. فإذا كانت جماعات إرهابية، تنتمي الى "داعش" أو "القاعدة" أو غيرهما، فهذه تاريخها معروف بالقتل. ولكن في المرحلة الحاضرة، تمرّ تلك الجماعات بفترة من الضّعف، إذ يتركّز نشاطها حالياً على كيفية تجنيد أشخاص في صفوفها، والحصول على تمويل. وهو ما يعني أن اهتماماتها تتمحور حول تلك المساعي في الوقت الراهن. وبالتالي، هل يفيدها تنفيذ الإغتيالات حالياً؟ وإذا كان الجواب نعم، فاغتيال من، في تلك الحالة؟". 

وأضاف:"تعوّدنا على أن ممارسة الإغتيال في لبنان تكون في العادة للترهيب والإخضاع. وهذا يعني أن إخراج لبنان من السيطرة الإيرانية، يُمكنه أن يُسفِر عن اغتيال شخصيات مُناهِضَة لإيران، وذلك بهدف الإمعان في أخذ لبنان رهينة، بعدما بات ثابتاً في تلك الحالة بسبب الإغتيالات التي حصلت خلال السنوات الماضية، والتي طالت الجهات التي هي ضدّ طهران، حصراً. فمن هذا الباب، يُمكن للإغتيالات أن تعود بالفعل، خصوصاً أن وضع المنطقة غير مستقرّ، وسط مرحلة قد تشهد اندلاع معارك أو حروب على الوجود الإيراني، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن أو البحرين أو غيرها". 

صفقات 

وشدّد الحلو على أنه "رغم كلّ ما يُقال في هذا الشأن، فإن الحديث عنه يبقى في إطار الفرضيات، وذلك الى أن يتمّ الكشف عن ملموسات حول الجهات التي تهدّد بتنفيذ الإغتيالات، وفضح الخيوط المتعلّقة بهذا الإطار". 

وختم:"كَشْف نتائج التحقيقات في أسباب انفجار مرفأ بيروت، وضبط الحدود، هي ملفات يُمكنها أن تؤول الى حصول ابتزاز وصفقات، قبل أي شيء آخر".