المصدر: نداء الوطن
السبت 23 آب 2025 07:01:38
في مثل هذا اليوم، منذ أكثر من أربعة عقود، انتُخب بشير الجميّل رئيسًا للجمهورية اللبنانية. لم يكن حدثًا عاديًّا في تاريخ لبنان، بل كان إعلان ولادة مشروع دولة، لا تسكنها الميليشيات ولا يتحكم بها الخارج، لا تركع لسلاح غير شرعي، ولا تتجزّأ سيادتها بين محاور ومرجعيات خلف الحدود.
أُريد اغتيال حلمه بلبنان أوّلًا، السيّد الحرّ المستقلّ، لكن الزمن أكّد أن مشروع الدولة الذي بشّر به، حيّ لا يموت. وها هم اللبنانيون اليوم، بعد سنوات طويلة من فقدان الأمل، يلمسون خطوات وإن كانت متأخرة، نحو الحلم البشيريّ؛ من قرار الحكومة اللبنانية التاريخي بشأن حصرية السلاح غير الشّرعي، إلى بدء نزع السلاح الفلسطيني، إلى عملية النهوض المؤسساتي رغم ثقل الانهيار وطول الطريق.
لذا، تحلّ الذكرى هذا العام بطعم مختلف، وشهدت ساحة ساسين في الأشرفية، مساء أمس، مراسم رفع صورة جديدة للرئيس الشهيد بشير الجميّل. هذا الحدث جاء تحت شعار "استمرار مشروع الدولة والمؤسسات"، وفق ما أعلنه نجل الشهيد، النائب نديم الجميّل. وقال : "صحيح أننا اخترنا الدولة والمؤسسات، ولكننا قديسو هذا الشرق بخيار الدولة، ونحن شياطينه إن لزم الأمر".
أضاف: "في 23 آب انتصر بشير وانتصر لبنان والدولة اللبنانية على كل الباطل، انتصرنا على الغريب وعلى الفلسطيني الذي بدأ اليوم تسليم سلاحه. اليوم يمكننا أن نقول إن اتفاق القاهرة انتهت مفاعيله، ولو كان بشير رئيسًا لوفّرنا على أنفسنا 40 عامًا من المعاناة". وختم: "سنربط بين 23 آب 1982 و23 آب 2025، وسنكرّر الوعد الذي قطعناه لبشير بأننا سنبقى وسنستمر على خطاه".