خمسون عاماً مرّت على الحرب الأهلية، وما زال اللبنانيون يتباحثون بقضية السلاح غير الشرعي وضرورة تسليم زمام الأمور للدولة، وكأننا بحاجة لخمسين عاماً بعد كي نقرّ ونعترف بأن ما من منطق يمكنه أن يغلب منطق الدولة والقانون والشرعيّة، وسط انقسام مخيف في الآراء من دون الركون  أقله إلى التجارب التي أثبتت أن كل ميليشيا مصيرها واحدٌ مهما دامت.

آلاف الشهداء سقطوا في الحرب اللبنانية المشؤومة، أوّلهم كان الشهيد جوزيف أبو عاصي، يحدّثنا نجله بشير عن وقع الذكرى على العائلة فيقول لـ "نداء الوطن": "تمر الذكرى الأليمة بغصّة كبيرة على العائلة خصوصاً أنا، لأنني لم أعرف والدي الشهيد جوزيف أبو عاصي وكان عمري أربعة أشهر حين توفي، لكنني تعرفتُ إليه من خلال رفاقه الأبطال الذين لا يزال البعض منهم على قيد الحياة، ومع ذلك الألم كبير".

ويتابع أبو عاصي: "السلاح غير الشرعي الذي كان موجوداً في حينها تسبب بالحرب وهي ليست حرباً أهلية وهو ما نشدد عليه، كانت حرباً غريبة على أرضنا وكنّا مجبرين على الدفاع عن الأرض وطالما هناك سلاح غير شرعي مع بعض الأفرقاء الذين نعدّهم غير لبنانيين، نخشى عودة شبح الحرب، ونحن تحت سقف الدولة وندعم شرعية الدولة والجيش اللبناني كي يصبح أي سلاح محصوراً بيد الدولة دون سواها".

تحدث رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل خلال الاحتفال الذي أقيم أول من أمس في الشيّاح عن انتصار مشروع المقاومة اللبنانية وعن ذلك يقول بشير جوزيف أبو عاصي: "انتصار المقاومة اللبنانية واقعٌ لأنه بعد خمسين عاماً بينما كان  الفلسطيني يفكر  بالتوطين في لبنان وكانوا يبحثون لنا عن أراضٍ أخرى لإيوائنا، مثل كندا وأفريقيا، ها نحن صامدون في أرضنا بينما يبحثون اليوم للفلسطيني عن أرض خارج أرضه، لهذا السبب كانت مقاومتنا شرسة، للدفاع عن قضيتنا وأهلنا ولبنان ونتمنى ألا تختبر الأجيال القادمة ما اختبرناه نحن جيل الحرب، لكنني أطلب منهم خصوصا أولادي، أنني كما حملت الشعلة وكانت ذات حِمل ثقيل، أن يستلموا هذه الشعلة وأن يجتهدوا لإبقائها مضاءة وهي شعلة القضية اللبنانية وعدم وجود سلاح غير شرعي وهذا ما نتمناه".