بشير حيّ فينا

قد يكون هذا شعار الذي أُطلق بعد استشهاد الرئيس بشير الجميّل ورفاقه في بيت الكتائب- الاشرفية في ١٤ ايلول ١٩٨٢ فيه نوعاً من "الخاصة" اذا صح التعبير وما زال حيّاً حتى يومنا هذا نظراً لحجم الخسارة الكبيرة التي ألمّت بنا جميعاً في غياب ذلك الحلم وتلك الأسطورة التي إسمها بشير الجميّل. ولكن لنتمعّن أكثر في هذا الشعار بعيداً عن الأحداث التاريخية التي حصلت بين ١٩٧٥ و ١٩٨٢ التي رسمت طريق بشير بيار الجميّل الكتائبيّ من المقاومة الى الرئاسة فالإغتيال. لنتمعّن أكثر كيف لهذا الشعار أن يحيا فينا لأجيال وأجيال حتى في غيابه؟ لأنه بكل بساطة، لم تُبنى الدولة ولم يُصنع نظاماً سياسياً ولا اصبحنا مستقلّين ولا سياديين ولا حتى أحرار وفقدنا كل القيم التي قاوم واستشهد من أجلها بشير وكلّفتنا الكثير الكثير. خلال ٢١ يوماً عرض الرئيس المنتخب برنامجه الرئاسيّ وحكم الدولة اللبنانية من دون أن يتسلم مقاليد الحكم. صنع نموذج الدولة القوية القادرة المستقلّة وزرع القيم والاخلاق في مؤسساتها. بشير الجميّل لن يعود ولن يتكرر لكنه حيّ فينا في كل تلك المعايير للبنان الحلم الغائبة حتماً حتى يومنا هذا. لن نستسلم إلاّ بتحقيق هذا الحلم، ولن يتعزّى اللبنانيون ولن يرضوا برئيس جمهورية إلا بمعايير بشير الجميّل. "بشير حيّ فينا" هو أكثر من شعار بل إنه فعل ايمانٍ بلبنان ولا نريد بعد اليوم أن يبقى "خاصتنا" فقط، بل في نفوس اللبنانيين جميعاً كي يحيا ذلك لبنان وترتفع الجمهورية من جديد.