بعد استقالة رئيس الوزراء، ما التحديات المقبلة أمام ماكرون؟

يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتعيين رئيس وزراء جديد بعد أن أطاح البرلمان بفرانسوا بايرو، مفضلاً الأخير هذا الخيار على الدعوة لانتخابات مبكرة أو تقديم استقالته.
ومن المقرر أن يقدم بايرو استقالته صباح الثلاثاء، على أن يعلن ماكرون عن خليفته خلال الأيام المقبلة، وفقاً لما أفادت به الرئاسة الفرنسية.
لكن بعد أن رفض البرلمان بأغلبية كبيرة منح الثقة لبايرو وحكومته بعد تسعة أشهر فقط من توليه المنصب، تبرز مخاوف من أن يواجه الرئيس القادم المصير ذاته.
من هو المرشح المحتمل لرئاسة الحكومة؟ وهل يستطيع البقاء حتى نهاية ولاية ماكرون في 2027؟
مقرّب من ماكرون
بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن أحد المقربين من الرئيس، طلب عدم ذكر اسمه، قال إن ماكرون يميل لتعيين وزير مخضرم يثق به، مثل وزير العدل جيرالد دارمانان أو وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو.

لكن مراقبين يرون أن كلاهما قد يُعتبران يمينيين أكثر من اللازم بالنسبة لليسار، ما قد يدفع ماكرون للبحث عن تسوية مع الحزب الاشتراكي لتجاوز الأزمة.
ومن بين الأسماء المتداولة أيضاً وزيرة الصحة كاترين فوتران، التي سبق أن طُرحت كمرشحة محتملة في مناسبات سابقة.

مرشح توافقي
خيار آخر يتمثل في شخصية تنتمي لليسار ولكنها ليست من الحزب الاشتراكي، وتكون مقبولة أيضاً لدى كتلة ماكرون الوسطية.
من بين هذه الشخصيات: رافاييل غلوكسمان، زعيم حركة تقدمية يسارية، أو برنار كازنوف، رئيس وزراء سابق وعضو سابق في الحزب الاشتراكي.
كما يُطرح اسم وزير المالية إريك لومبارد، وهو مصرفي سابق وعضو سابق في الحزب الاشتراكي، كمرشح محتمل.
وقال مصدر مقرّب من ماكرون: "المسألة لم تعد تتعلق بمن يريد الرئيس تعيينه، بل بمن يستطيع الحفاظ على هذا التوازن الصعب".

تعايش سياسي
قد يلجأ ماكرون إلى خيار "التعايش"، أي العمل مع رئيس وزراء من حزب معارض.
المرشح الأبرز لهذا السيناريو هو زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور، الذي لم يُخفِ رغبته في تولي المنصب.
لكن هذا الخيار قد يجعل الحكومة تحت رحمة اليمين، في ظل برلمان منقسم لا يملك فيه أي طرف الأغلبية.

انتخابات
رغم التكهنات حول احتمال دعوة ماكرون لانتخابات تشريعية مبكرة بعد رحيل بايرو، أكدت الرئاسة الفرنسية أنه سيعيّن رئيس وزراء جديد.
لكن في حال فشل هذا الرئيس الجديد، وهو السابع في عهد ماكرون، فإن الضغوط ستتزايد.
زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان قالت إن الدعوة للانتخابات "ليست خياراً أمام ماكرون بل واجباً".
وبعد إطاحة البرلمان برئيس الوزراء السابق ميشيل بارنييه في ديسمبر، حذرت مجموعة "يوراسيا" للتحليل السياسي من أنه "إذا سقط رئيس وزراء ثالث خلال عام، فلن يكون أمام ماكرون خيار سوى الدعوة لانتخابات جديدة".

أما زعيم اليسار المتطرف جان-لوك ميلانشون، فقد دعا ماكرون إلى "الرحيل هو أيضاً"، لكن الرئيس الفرنسي أكد عزمه على إكمال ولايته حتى عام 2027.