بعد التجارب: هل يجب توقُّع رد ايراني "فعلي"؟

تتوعد ايران وفصائلها برد "مزلزل" على الضربات القاسية التي تلقتها في الأيام الماضية، من اغتيال الرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية، الى استهداف قوات الحشد الشعبي في العراق، مرورا باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران فجر الاربعاء، وصولا الى تأكيد الجيش الاسرائيلي امس انه نجح في تصفية قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف في 13 تموز الماضي في خان يونس.

الجمهورية الاسلامية ترفع السقف وتتحدث عن ضرب تل ابيب وعن ان المرشد الاعلى للثورة علي خامنئي امر عقب اجتماع رأسه مساء الاربعاء، باستهداف العمق الاسرائيلي ردا على العملية التي شُنّت في قلب العاصمة الايرانية. كما افيد امس عن اجتماعات لإيران وحلفائها في المنطقة، في طهران لمناقشة استراتيجية الردّ على إسرائيل.

لكن هل يجب أخذ هذه المواقف والاستعدادات، على محمل الجد؟ وهل يمكن فعلا ان تؤدي الى اشعال المنطقة؟ في اسرائيل، الدولة العبرية تتأهب وترفع جهوزيتها وتتوقع ردا موحدا من ايران وأذرعها على الضربات التي تلّتها. لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، التجارب الايرانية في الرد والانتقام، لا تدفع نحو توقّع الانفجار الكبير، بل على العكس.

فلطالما درست طهران جيدا ردود افعالها ومهّدت لها، بالتنسيق حتى مع خصومها، من اجل تفادي اغضابهم. على سبيل المثال لا الحصر، وبعد مقتل القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني بغارة اميركية، وهو مسؤول ارفع بالنسبة الى ايران، من كل القيادات التي تمت تصفيتها والمذكورة في السطور اعلاه، كشف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ان النظام الإيراني استأذنه قبل الرد على عملية الاغتيال خشية من رد فعل أميركي أقوى، حسب ما قاله ترامب. تابع "ثم أبلغنا الايرانيون أنه سيتم إطلاق 18 صاروخاً على قاعدة أميركية في العراق لكنها لن تستهدفها مباشرة، بل ستستهدف فقط محيط القاعدة". وأوضح ترامب أن أي جندي أميركي لم يصب بأذى في القصف، بسبب علمهم "بنوايا إيران".

اما بعد استهداف القنصلية الايرانية في سوريا، فقرعت ايضا ايران طبول الحرب واعلنت انها سترد وستنتقم، غير ان ما حصل هو انها ارسلت عشرات المسيرات الى اسرائيل، لم تتسبب بأي اضرار تُذكر، خاصة وان هذا الرد كانت ابلغت به واشنطن وغيرها من الدول الاقليمية.

عليه، وبما ان اغتيال سليماني وضرب قنصلية ايران يعتبران اخطر بالنسبة الى طهران، من الحوادث التي تحصل اليوم، من المستبعد ان يكون ردّها واذرعها، اكبر من الردود التي قامت بها في الاعوام الماضية.. الا اذا كانت رأت انها بحاجة اليوم الى تصعيدٍ قوي وشامل، لتتقاضى ثمنا اكبر مقابل تهدئته.. تختم المصادر.