المصدر: النهار
الكاتب: كارين اليان
السبت 24 أيار 2025 13:13:14
تحوّلت عملية التحرش الجماعية التي تعرّضت لها مجموعة من الأطفال أثناء رحلة مدرسية كانوا يقومون بها في أحد المنتزهات إلى قضية رأي عام وأثارت موجة من القلق والغضب في المجتمع.
وفي التفاصيل، أكثر من 15 طفلاً من مدرسة القلبين الأقدسين -عين نجم تعرضوا للاعتداء أثناء مشاركتهم في لعبة التزحلق على الحبل في الهواء، في متنزه للألعاب فُتح حديثاً من قبل موظف قاصر كان يقوم بربطهم بالحزام حتى يتمكنوا من بدء اللعبة.
على أثر ما حصل، أصدرت المدرسة بياناً أكدت فيه متابعة القضية لتحديد المسؤولين عن التقصير، كما تم إقفال المتنزه بالشمع الأحمر، وتتابع الأجهزة الأمنية التحقيقات لمحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الجريمة الأخلاقية الصادمة.
أما بالنسبة للأطفال، فتتابعهم جمعية "حماية" لمساعدتهم على تخطي ما حصل وتجنب تبعاته النفسية.
كيف تحصل المتابعة لأطفال تعرضوا للتحرش الجنسي؟
بطبيعة الحالة، ثمة تدراعات نفسية تنتج عن التعرض للتحرش الجنسي. وقد يرتبط التعرض للتحرش في الطفولة بزيادة احتمالات التعرض لاضطرابات نفسية مع التقدم في العمر في حال عدم حصول المتابعة النفسية الملائمة مباشرة.
وما لا شك فيه هو أن ما تعرضت له هذه المجموعة من الأطفال له أثر كبير عليهم. فهم كانوا في رحلة مدرسية حيث كانوا يشعرون بالأمان في مكان بدا لهم أنه يشبه طفولتهم وبراءتهم.
وفي هذا المكان تحديداً، تعرضوا لهذا الفعل الصادم. في حالات مماثلة، يبدو التدخل السريع لتجنب التداعيات النفسية على الأطفال ضرورياً. وفق ما توضحه المعالجة النفسية في جمعية "حماية" التي تتابع الأطفال بعد الحادث سوزانا عسّاف، في كافة حوادق التحرش يكون الأثر النفسي نفسه ويكون كبيراً على الأطفال.
وإذا تم التعامل مع مشاعر الطفل بطريقة آمنة مع تقبل مشاعره ومنع أي لوم او شعور بالذنب أو الخجل لديه، يمكن أن يصل الطفل إلى بر الأمان ويتخطى ما حصل. إلا أن ذلك يرتبط حكماً بالمحيط وبصلابته النفسية وطريقة التعاطي معه وعوامل أخرى عديدة.
في ظروف مماثلة يتعرض فيها طفل إلى تحرش، تشدد عساف على أهمية احترام الخصوصية لأن الشعور بالذنب يراود كل ضحية ويجب مساعدة كل طفل على تخطيه.
هل تحمي التوعية الجنسية الطفل من التحرش الجنسي؟
قد لا تمنع التوعية الجنسية فعل التحرش الجنسي لكنها تشكل الركن الأساسي الذي له أهمية كبرى في الحد من تداعيات فعل التحرش على الأقل. فعندما تكون هناك ثقافة جنسية ملائمة لعمر الطفل يمكن ان يتجرا الطفل على الدفاع عن نفسه او على الأقل على التعبير عما حصل. أما بغيابها فهو أصلاً لا يفهم ما يحصل معه ولا يدرك ما يتعرض له. من هنا أهمية البدء بالعمل على التوعية الجنسية من عمر ثلاث سنوات أو قبلها حتى بما يلائم سن الطفل عبر التركيز على حماية الأعضاء الحميمة ومنع أي شخص غريب من لمسها. وتشير عساف إلى أنه ثمة كتب خاصة بالأطفال مع صور ملائمة تساعد على نقل هذا المفهوم بطريقة مقربة للأطفال.
بغير ذلك، يشعر الطفل بالخطر لكنه لا يعرف كيفية الإفلات منه. كما يرافقه شعور بالخجل والذنب ولا يعرف كيفية التصرف ليحمي نفسه. بشكل عام، تعتبر التوعية الجنسية الدرع على الصعيد النفسي لأن فهم المواقف يشكل جزءاً مهماً من عملية تخطيها. فقد لا تمنع التوعية الجنسية الفعل وقد لا تجيز لطفل ان يحمي نفسه أحياناً لكنها على الأقل تخفف من خطورة أثره، خصوصاً عندما يتم التعامل مع مشاعره بطريقة آمنة وقبول.