بعد تمسك إسرائيل بموقفها... بلينكن يبحث في السعودية عن مسار آخر للتهدئة

لا يبدو أن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط التي قد تكون الأخيرة له في عهد الرئيس جو بايدن، والتي استهلها من إسرائيل، كانت أوفر حظا من زيارات مماثلة قام بها خلال عام من الحرب في غزة.

فلا تصريحات تشير إلى رضوخ إسرائيل للضغوط الدبلوماسية الأميركية لإنهاء الحرب في غزة، ولا إعلان عن مرونة في الموقف الإسرائيلي تسهم في التوصل لاتفاق رهائن.

رغم ذلك تمسك بلينكن بدعوة إسرائيل لإنهاء الحرب انطلاقا من المعطيات الجديدة التي فرضتها العمليات العسكرية على الأرض، وفي مقدمتها مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار، كما شدد على موقف أميركي رافض تماما لإعادة احتلال غزة.
بيد أن بلينكن الذي وصل إلى العاصمة السعودية، الرياض، قادما من إسرائيل، اعتبر أن هناك مسارات أخرى يمكنها أن تسهم في استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط تمر عبر السعودية، وفقا لمحللين. فواشنطن ترى في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مكافأة استراتيجية يمكن أن تغري إسرائيل بوقف الحرب.

وبشأن قراءته لتصريحات بلينكن الخاصة بزيارته للشرق الأوسط، يرى الدبلوماسي الأميركي السابق، كبير الباحثين في برنامج الشرق الأوسط في مركز كارنيغي للسلام الدولي، جايك والاس، أنه "لا يوجد الكثير مما يوحي بأن هناك تقدما" باتجاه خفض التصعيد في المنطقة ووقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وحث بلينكن، إسرائيل، الأربعاء، على اقتناص فرصة سانحة لإنهاء الحرب بعد مقتل السنوار، وتفكيك أغلب قدرات الحركة على مدار أكثر من عام من الحرب في قطاع غزة.

لكن والاس قال: "لسوء الحظ أعتقد أن الموقف لم يتغير بعد وفاة السنوار، إسرائيل مصرة على التخلص من حماس كقوة عسكرية وكسلطة حاكمة في غزة".

وأعرب والاس عن أمله في أن يحدث أي تقدم بعد زيارة بلينكن إلى قطر التي تتوسط في مفاوضات إطلاق النار في غزة، ولقائه بالمصريين والإماراتيين والأردنيين في اجتماع في لندن الجمعة.
وقال: "خلال هذا النزاع، الولايات المتحدة كانت على اتصال مع مصر وقطر والسعودية. والاجتماع في لندن سيعطي الإدارة فرصة الحديث مع مجموعة كبيرة من العرب بما في ذلك الإماراتيين والأردنيين ودول الخليج والتأكد من أنهم يعملون جميعا ضمن تنسيق واحد".

ويرى والاس أن "السعودية والإمارات من أهم الدول التي تلعب دورا في غزة وإمكانية وقف إطلاق النار في غزة"، مشيرا إلى أن "الإدارة التي ستحكم غزة بعد الحرب يمكن للسعودية والإمارات أن يلعبوا دورا فيها".

وطالما عملت إدارة الرئيس جو بايدن بجد على مدى السنوات الماضية لإنجاز ملف تطبيع ا لعلاقات بين السعودية  وإسرائيل لكن جهوده اصطدمت بأحداث السابع من أكتوبر التي أوقفت المحادثات في هذا الشأن.

وعن زيارة بلينكن إلى السعودية، رأى والاس أن الوقت المتبقي للرئيس الأميركي الحالي لا يسمح بإتمام هذا الاتفاق ولا التقدم باتجاه حل الدولتين. وقال: "ما يريده السعوديون هو حلف دفاعي مع الولايات المتحدة والتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية".

وأضاف: "السؤال هنا، هل الإسرائيليون مستعدون لتقديم أي تنازلات في المفاوضات مع الفلسطينيين. هذا ليس واضحا، والسعوديون لن يقدموا على أي تطبيع بدون ذلك".

وبالنسبة للحلف الدفاعي بين الولايات المتحدة والسعودية، قال والاس إنه "يمكن أن يتحقق، ولكن مجلس الشيوخ الأميركي عليه أن يوافق على مثل هذه المعاهدة".

وبشأن موقف واشنطن من الرد الإسرائيلي المتوقع على الهجوم الإيراني، قال والاس إن الولايات المتحدة ترى أنه لا يجب على إسرائيل مهاجمة الأهداف النووية والنفطية لأنه ستكون هناك تداعيات، كما أن الإدارة الأميركية لا تريد خروج الموقف في الشرق الأوسط عن السيطرة قبل الانتخابات". وأضاف أن "إسرائيل ألمحت إلى أنها ستستهدف الأهداف العسكرية في إيران".