بعد تهديد ووعيد.. استسلام ابن خال بشار الأسد

في تدوينة توحي بإعلان العجز، قال رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، إنه سيعمد إلى استعمال "الصَّبر" طريقة في الحفاظ على الحياة، وذلك على حسابه الفيسبوكي، الأحد.

وعلى خلاف لهجته التي كان يخاطب بها رأس النظام السوري، في السابق، وكانت ما بين التهديد العلني أو التحذير من عواقب، أقر مخلوف بأن من "يريد استمرار حياته" فعليه أن "يصبر" على ما سمّاه "حكم" القدر. 

وللدلالة على حجم ما يعانيه، من قريبه الأسد، نشر مع تدوينته الأخيرة، أبيات شعر، عن الصبر، ورد في بعضها، أن مخلوف "صبر" حتى عجز الصبر عن صبره، وكذلك تطرق شطر في ما نشره، إلى أنه صبر على شيء "أمرّ من الصبر".

تدوينة هي أقرب إلى رفع راية استسلام، أمام إجراءات ابن عمّته، بشار الأسد، الأخير الذي اتخذ قرارات وإجراءات كثيرة، بحقه، كالحجز على أمواله، وتعيين حارس قضائي على أكبر شركاته، ومنعه من السفر، ومنع مؤسسات النظام من التعاقد معه، وقرارات أخرى عديدة.

وسبق لمخلوف أن توجه بتهديدات علنية للأسد ونظامه، ردا على الإجراءات المتخذة بحقه، وقال إن الأرض ستتزلزل تحدت أقدام من يصفهم ظالميه، في النظام، وتوعّد بمرات كثيرة، بما سمّاه "العقاب الإلهي".

ويعود الخلاف بين الأسد وابن خاله مخلوف، إلى نهايات العام الماضي، عندما بدأت قرارات الحجز على أمواله، تترى، مرة بعد مرة، إثر طلب مؤسسات في حكومة الأسد، مبالغ مالية "مستحقة" على مخلوف، بتهمة "التهرب الضريبي" ثم بتهمة التعاقد غير المنصف للنظام، ثم اتهم مخلوف بالتحايل والغش والتدليس وتحويل أموال لصالح حسابه الخاص، بحسب دعوى قضائية رفعها عليه أحد شركائه السابقين، واستعملها النظام ضده، فأصدر قرارا قضائيا بوضع حارس قضائي على أكبر شركاته، شام القابضة، في شهر حزيران/ يونيو الماضي، بعدما كان قد سيطر على شركته "سيريتل" للاتصالات الخلوية، بتعيين حارس قضائي عليها.

ورامي مخلوف، في الأصل، هو واجهة آل الأسد الاقتصادية والمالية، إلا أن الخلاف نشب بينه وبين ابن عمته بشار الأسد، منذ نهاية العام الماضي، عندما أراد الأسد الاستيلاء على جزء من تلك الأموال المنهوبة أصلا من السوريين، وبرعاية وأوامر من النظام نفسه، لكن مخلوف بحسب فيديوهاته التي بدأ الظهور بها، منذ شهر نيسان أبريل الماضي، رفض منح الأسد بعضا من تلك الأموال، فرد الأسد بمجموعة واسعة من القرارات العقابية ضده.

ومخلوف معاقب عالميا، على فساده، منذ عام 2008، إلا أنه استمر بتلقي الدعم المباشر من بشار الأسد، حتى أشهر قليلة سبقت إعلان الخلاف بينهما، فرتب صفقات وأسس شركات، نهب فيها من قوت السوريين، مجددا، على عادته، ومن قوت شركائه أيضا، بحسب الدعوى القضائية التي رفعها أحمد خليل خليل، أحد مساهمي "شام" المذكورة التي أصبحت تحت يد النظام السوري.