بعد حسم المعركة في ادلب... يبدأ الحل في لبنان ماليا واقتصاديا

 لا بد من تؤدي التطورات الحاصلة في المنطقة منذ نحو عشر سنوات الى تحولات اساسية في  الدول العربية على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية... وربما تصل الى اعادة هيكلة تلك الدول، من ضمنها لبنان الذي يعاني اليوم من ازمة متعددة الاوجه وربما ابرز تجلياتها الشح المالي.

ورأى مصدر سياسي انه في وقت يعاني لبنان من هذه الازمة، يعيش حزب الله، وهو الطرف الاكثر تأثيرا  شحا ماليا ينعكس سلبا على قلب بيئته، لاسيما بعدما توقف مده بالاموال من الخارج واصبح بحاجة الى تدبر امره من الداخل حيث "لا سيولة"!

لبنان بدلا من العراق

وشرح المصدر عبر وكالة "أخبار اليوم" ان العراق شكل على مدى السنوات الاخيرة الممول الاساسي للثورة الايرانية واذرعها في المنطقة، الى ان انتفض رجال الدين والسياسة... وصولا الى تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي حيث بات من الصعب تحويل الاموال الى ايران كما كان يحصل على ايام رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، اضف الى ذلك انخفاض المدخول العراقي نتيجة تدهور اسعار المحروقات بنحو 70 %. لذا "اجبر" الحزب على العيش من لبنان، وهذا ما يعيق اتجاه الدولة نحو الاصلاحات، بدءا من ضبط المرفأ وصولا الى منع التهريب الى سوريا!

واشار المصدر الى انه انطلاقا من هذا الواقع تتجه الازمة اللبنانية الى مزيد من التعقيد الامر الذي يوحي ان لا حل على المدى المنظور، نتيجة للضغوط التي يمارسها الحزب على اكثر من مستوى.

حسم دون تدخل عسكري

والى متى يمكن ان يستمر هذا الواقع؟ قال المصدر علينا ان ننتظر ما ستؤول اليه اوضاع المنطقة، حيث لم يبق الا نقطة واحدة "ملتهبة" هي ادلب، موضحا ان في هذه البؤرة يتواجد ما بين 5 و6 آلاف شيشاني اتوا من روسيا،  وحين زار الرئيس الروسي فلادمير بوتين سوريا في العام 2016، قال بوضوح: لن يعود احد منهم. واضف الى ذلك وجود كل المتطرفين الذين اتوا من اجل القتال من فرنسا وايطاليا واسبانيا وهم من اصول مغربية وتونسية وجزائرية، الى جانب  المتطرفين من افغانستان وباكستان.

واوضح المصدر ان روسيا ستقود هذه المعركة دون دخول عسكري على الارض وقد يقتصر تدخلها على الطيران، فهي لا تريد ان تورط نفسها في اي مجزرة، لذا فهي مضطرة على  تحمل الوجود الايراني في سوريا بما في ذلك وجود حزب الله وتصرفات بعد القوى التابعة للرئيس السوري بشار الاسد وشقيقه ماهر.

تعود ايران الى ما وراء حدودها

وبالتالي، حين تنتهي الازمة في ادلب يبدأ البحث عن حل الازمة في لبنان سياسيا واقتصاديا. اذ وقتذاك تعود ايران الى ما وراء حدودها، واسلحة حزب الله تعود الى المستودعات، وعندها وان احتفظ حزب الله بسلاحه فان اداءه سيكون كأي حزب سياسي في لبنان دون اطلاق اي طلقة في لبنان او من لبنان.

وختم: تدخل المنطقة في مرحلة التسوية او الصفقة الاميركية الروسية!