المصدر: إرم نيوز
الاثنين 13 تشرين الأول 2025 21:14:16
بينما كانت دعوة إيران لحضور قمة شرم الشيخ للسلام بمثابة تحوّل في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه "عدوّها"، إلا أن طهران فوّتت الفرصة التي ربّما كانت اختباراً لنواياها في الاندماج "الإيجابي" في المنطقة.
ووفق تقرير لقناة "إيران إنتر ناشيونال"، فإن الدعوة الأمريكية كانت ضمن سياسة أوسع لـ "إدارة وتعزيز الشرق الأوسط"، وهي السياسة التي دخلت مرحلة جديدة بعد التهدئة في غزة.
وتبدو دعوة واشنطن "ظاهرياً" إشارة إلى أن طهران أيضاً قد تكون جزءاً من عملية السلام، بل وربما مُوقّعة على اتفاق تطبيع مع إسرائيل، لكنها في الواقع "ممارسة ضغط ناعم على طهران للتحرك نحو الاعتراف الضمني بتل أبيب"، وفق "إيران إنترناشيونال.
كما أن الدعوة إلى شرم الشيخ تشكل اختباراً استراتيجياً لطهران إن كانت مستعدة، مقابل إنهاء الضغوط والعقوبات، لاتخاذ خطوة، حتى بشكل غير مباشر، نحو "الاعتراف بإسرائيل".
لكن في هذه الأثناء، تواجه إيران وضعاً قد يكون فيه رفض الدعوة مكلفاً للغاية، إذ تجد نفسها محاصرة وضعيفة، فقد توقف البرنامج النووي إلى أجل غير مسمى، أو كما وصفه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد مُحيَ. كما تكبد برنامجها الصاروخي خسائر فادحة، إذ ألحقت الضربات الإسرائيلية أضراراً جسيمة بترسانة طهران وبنيتها التحتية الدفاعية.
وتسعى الولايات المتحدة إلى استغلال ضعف إيران العسكري النسبي، والضغوط الاقتصادية المتزايدة، وتراجع وكلائها الإقليميين، والضغط على حماس، لجعل طهران تدرك "نوع السلام والاستقرار الذي تتصوره واشنطن للمنطقة".
لكن من وجهة نظر طهران، فإن حضور مثل هذه القمة كان يعني ضمناً قبول تحوّل جوهري في السياسة الخارجية، إذ كان الاعتراف بإسرائيل، حتى لو كان غير مباشر، من خلال المشاركة في مؤتمر مشترك، قد يُحدث شرخًا عميقًا في الشرعية الأيديولوجية لإيران.
ومن شأن رفض الحضور أن يُديم سياسة العزلة والركود نفسها التي أصابت إيران بالشلل السياسي والدبلوماسي، فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وجدت طهران نفسها في مواقف غير قابلة للحياة.
ولو حضرت إيران قمة شرم الشيخ على المستوى الرئاسي لكان ذلك بمثابة بداية فصل جديد في علاقاتها الإقليمية وحتى العالمية، وكان من شأن رحلة الرئيس مسعود بزشكيان إلى شرم الشيخ أن ترمز إلى "انهيار جوهر الجمهورية الإسلامية الأيديولوجي"، وأن تُشير إلى تحوّل تاريخي نحو التفاوض والتسوية، وفقا للتقرير.
لكن، بحسب "إيران أنترناشيونال"، فإن تكرار النمط القديم، مثل تجنب مثل هذه الانفتاحات، يترك طهران معزولة مرة أخرى، أو ربما الأسوأ من ذلك، على شفا الانهيار.
ويخلُص تقرير القناة إلى أن "المعنى الحقيقي للدعوة لا يكمن في حسن النية أو الاحترام المتبادل، بل في الضغوط والاختبارات التي صممتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتحديد المسار المستقبلي لإيران.
وتواجه إيران اليوم خياراً تاريخياً، إما تكييف سياستها الإقليمية والانضمام إلى النظام الناشئ، أو الاستمرار في نهجها القديم وتحمّل التكاليف المتزايدة للعزلة والتدهور الاقتصادي والتآكل الأمني.