المصدر: BBC
الاثنين 4 أيار 2020 18:37:14
اتهم البابا السابق بنديكتوس السادس عشر، لأول مرة علناً، معارضيه بمحاولة "إسكاته".
وجاءت تلك الاتهامات في كتاب سيرة جديد صدر اليوم الاثنين في ألمانيا بعنوان "بنديكتوس السادس عشر - سيرة حياة الجزء الأول"، ومن المتوقع أن يصدر بالإنجليزية في الخريف المقبل.
يتضمّن الكتاب مقابلات مع رجل الدين الألماني جوزيف راتزنغر البالغ من العمر 93 عاماً، وقد انتخب حبراً أعظم في عام 2005، واستقال من منصبه عام 2013.
يقول البابا إنّه كان ضحيّة "لتشويه خبيث للحقيقة"، إثر إبداء رأيه في نقاشات اللاهوتية، بحسب ما نقلت وكالات أنباء اطلعت على مقتطفات من الكتاب.
يعدّ بنديكتوس من ممثلي التيار المحافظ المتشدّد في الكنيسة، ويؤخذ عليه موقفه من بعض الفضائح الكنسية خلال ولايته، إلى جانب تاريخه في الشبيبة النازية.
وفي الكتاب يربط البابا السابق بين "زواج المثليين" و"الإجهاض"، وبين "القوّة الروحية للمسيح الدجال". ويقول: "قبل ألف عام، كان الجميع يعتقد أن زواج المثليين أمر عبثي، والآن، بات أيّ معارض للفكرة يتعرّض للنبذ من المجتمع. والأمر ذاته ينطبق على الإجهاض أو على تخليق أجنة بشرية في المختبر".
وفي الكتاب، يحذّر بنديكتوس من قوة المسيح الدجال الروحية، مذكراً بالحاجة للصلاة لمقاومته، وبالخطر على "العقيدة المسيحية الصحيحة" في المجتمع الحديث. ويقول إنّ "الخطر على الكنيسة لا يتمثّل بالفضائح الداخلية، بل يأتي من الخارج، ومن ديكتاتورية ما يسمى الأيديولوجيات الإنسانية".
بحسب متابعين للملف، فإنّ هذه التصريحات تعدّ أشدّ انتقادات يوجهها بنديكتوس علناً "للنسبية الأخلاقية وأجندة المثليين"، كما يعرّفها بعض قادة الإكليروس الكاثوليك ذوي الخلفيات المحافظة.
يقول بنديكتوس في الكتاب إنّه لا يريد الخوض في تحليل الأسباب التي تجعل الناس ينوون إسكاته، واصفاً ردود الفعل عليه من اللاهوتيين الألمان بالـ"مُضلَّلة وسيئة النية". وفي ذلك إشارة إلى الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا التي يقودها رجال دين يتبعون نهجاً معاكساً لتوجهات راتزينغر التقليدية.
وينفي بنديكتوس السادس عشر وجود خلاف بينه وبين البابا فرنسيس، قائلاً "إنّ صداقتهما الشخصية تعمقت ونمت". وكان البابا السابق قد اتهم بالتدخل بمسار خلفه، بعد نشر آراء سلبية له حول مسألة الغاء عزوبية الكهنة، وبعد ابعاد سكرتير بنديكتوس السابق، عن دائرة فرنسيس الضيق.
ويتكوّن الكتاب الجديد من ألف صفحة، وهو من تأليف الصحفي بيتر سيوالد، وهو صاحب كتب عدة تشارك بكتابتها مع البابا السابق. ويضمّ الكتاب مقابلات مع بنديكتوس السادس عشر أجرت على مراحل، وآخرها في خريف عام 2018.