بعد نجاح "مهمة غزة"... الأنظار تتجه نحو التحدي الثاني لترامب

تتجه الأنظار نحو المهمة الجديدة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ، المتمثلة في إنهاء الصراع الروسي الأوكراني الذي يقترب من بلوغ عامه الثالث.

يأتي ذلك، في الوقت الذي نجح فيه ترامب في تنفيذ وعده الانتخابي بوقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة بعد 15شهرًا من اندلاعها.

وبدأت التحركات الأمريكية لوقف الصراع الروسي الأوكراني تُلقي بظلالها مُجددًا على الساحة السياسية الأمريكية، إذ أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، الأربعاء، إقالة النائب الجمهوري مايكل آر تيرنر من رئاسة لجنة الاستخبارات الدائمة في مجلس النواب.
وأكد جونسون أن هذا القرار يأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات داخل الحزب الجمهوري بشأن تمويل أوكرانيا ومستقبل السياسة الأمريكية في المنطقة، واصفا القرار بأنه "ضروري لبداية جديدة" مع انطلاق الكونغرس الجديد.

وعن قدرة ترامب على تنفيذ مهمته الجديدة، وإنهاء الصراع الأوكراني الروسي، أجمع خبراء على أن الرئيس الأمريكي قادر على إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف بشكل مناسب، خاصة فيما يتعلق بالأمن الروسي.

صفقة أمريكية روسية
ورأى المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية محمود الأفندي أن "الإدارة الأمريكية الجديدة لديها القدرة على اتخاذ قرار بوقف الحرب الروسية الأوكرانية بشكل كامل".

وقال الأفندي لـ"إرم نيوز"، إن "مستشاري الرئيس المنتخب نجحوا خلال الأيام الماضية في الانتهاء من إعداد خطة لتسوية الخلاف بين روسيا وأوكرانيا تمهيداً لعرضها عليه".
وأشار إلى أن "الوضع بين روسيا وأوكرانيا مختلف جدا عن الوضع في غزة، خاصة أن هناك تقدما روسيا، وهو ما تكشفه نتائج العملية العسكرية الخاصة لروسيا، وفي الوقت نفسه فإن ترامب لديه أدوات للضغط على أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات وفي مقدمتها وقف المساعدات العسكرية".

وأوضح الأفندي أن "ترامب وفريقه لا يملكان أدوات ضغط على روسيا باستثناء اللعب بورقة العقوبات، لكن روسيا لا يمكنها التفريط في أمنها القومي بسبب تلك الورقة".

وخلص الأفندي إلى أن "وقف إطلاق النار في غزة تم عن طريق الضغوطات، أما في أوكرانيا فسوف يتم التوصل لوقف إطلاق النار في إطار صفقة بين روسيا وأمريكا، لأن هذه الحرب هي حرب بالوكالة بين الناتو وروسيا، ومسرح عملياتها في أوكرانيا".
"دور قوي"
من جانبه، قال أستاذ الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو رامي القليوبي إن "ترامب لم يكن له دور مباشر في وقف الحرب في غزة، وإنما الشركاء الإقليميون في مصر وقطر برعاية الإدارة الأمريكية الحالية، وهم من وضعوا اللمسات النهائية للاتفاق حتى تم التوقيع عليه".

وأضاف القليوبي لـ"إرم نيوز" أن "ترامب قد يكون له دور بشكل غير مباشر في هذا الاتفاق؛ لأن إدارته هي من تتسلم هذا الاتفاق وستتابع تنفيذه على أرض الواقع بعد التنصيب في 20 يناير/كانون الثاني الجاري".

ورأى أن "ترامب كان قد وعد بوقف إطلاق النار في غزة، لكن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن يبدو أنها استبقت الأحداث لقطع الطريق على ترامب حتى يحسب لها في نهاية حكمها".
وأوضح القليوبي أنه "بالنسبة للوضع في أوكرانيا فإن ترامب يؤدي دورا قويا ومباشرا حتى قبل التنصيب باستعداده لتجميد النزاع ووقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أن ترامب يعتبر أن الخصم الجيوسياسي لأمريكا في القرن الواحد والعشرين هي الصين وليست روسيا.

ولفت إلى أنه "في حال تمكن من وقف إطلاق النار في أوكرانيا، فسيسجل ذلك في نجاحاته في ولايته الجديدة".