بأسلحة نووية وإجراءات على الحدود ضد الهجرة، والاستعانة بحلف "الناتو"، تتجهز بولندا لصد ما تعتبره تهديدا لأمنها القومي، بعد استقرار بعض مقاتلي مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة في بيلاروسيا المجاورة.
ويتفق محللون سياسيون وعسكريون روس وبولنديون، في تعليقهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، على أن "هذا التوتر قد ينتهي لحرب في شرق أوروبا تكون بولندا طرفا فيها"، وإن اختلفوا فيما إن كانت الإجراءات البولندية "مبررة" أم "استفزازية".
ماذا فعلت بولندا بعد وصول "فاغنر" لبيلاروسيا؟
- وزير الداخلية البولندي، ماريوس كامينسكي، أعلن، الأحد، أن بلاده سترسل 500 شرطي من وحدتي الوقاية ومكافحة الإرهاب إلى حدودها مع بيلاروسيا، بسبب ما وصفه بـ"الوضع المتوتّر"، وفق رويترز.
- وارسو طلبت من واشنطن نشر أسلحة نووية على أراضيها.
- تدرس مع ليتوانيا التدخل العسكري المباشر في أوكرانيا.
- حصّنت حدودها مع بيلاروسيا بسياج على مسافة 186 كليومترا وبارتفاع 5,5 أمتار.
- نشرت صواريخ "هيمارس" الأميركية، وتنوي شراء أنظمة الدفاع الجوي الأميركية "باتريوت" بنحو 15 مليار دولار.
- أعلنت زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي بمعدل 4 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي.
- اعتقلت لاعب الهوكي الروسي مكسيم سيرغييف، بتهمة التجسس.
مبرّرات وارسو
- أرجع رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، في تصريحات، الجمعة، طلب بلاده من الناتو نشر أسلحة نووية أميركية على أراضيها، إلى "عزم روسيا نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا المجاورة".
- أما الرئيس أندريه دودا، فقال إن وجود مقاتلي "فاغنر" في بيلاروسيا يمثل "تهديدا محتملا"، واعتبر نائب رئيس الوزراء، ياروسلاف كاتشينسكي، أن "وجود فاغنر في بيلاورسيا قد يؤدي إلى حرب هجينة" مع بولندا.
- القلق من الهجرة دافع آخر لإرسال بولندا 500 شرطي لحدودها، بعد محاولة 187 شخصا العبور بشكل غير قانوني من بيلاروسيا.
- سبق واتهمت وارسو جارتها بيلاروسيا بتسهيل عبور المهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا والشرق الأوسط عبر الحدود المشتركة، لزعزعة استقرارها.
رد روسيا
جاء الرد الروسي على إجراءات بولندا، كالتالي:
- المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف: "موقف السلطات البولندية مسعور ومفعم بالروسفوبيا (أي كراهية روسيا)".
- نائب رئيس مجلس الأمن دميتري مدفيديف: "نشر أسلحة نووية أميركية في بولندا يهدد باستخدامها فعليا".
- وزير الخارجية سيرغي لافروف: "الغرب ينشئ تحالفا نازيا ضد روسيا وبيلاروسيا مستخدما نظام كييف كأداة".
مشروع تقسيم أوكرانيا
يعلّق المحلل العسكري الروسي إيغور غارنوف، على هذه التطورات السريعة، بأن الإجراءات البولندية "جزء من مشروع قديم لوارسو يهدد إحياؤه بنشوب حرب كبرى".
تفصيلا يقول:
- "بولندا لديها خطط قديمة لاحتلال غربي أوكرانيا وتقسيمها".
- "إرسال قواتها إلى كييف سيجر الناتو لمواجهة عسكرية مع روسيا، وينذر بحرب كبرى في أوروبا الشرقية".
متفقا مع زميله، يلفت الخبير العسكري الروسي، فلاديمير غونداروف، إلى أن "بولندا تسعى إلى إرسال قواتها إلى أوكرانيا تحت غطاء قوات حفظ سلام، بعد قمة الناتو خلال يوليو الجاري"، وسيترتب على ذلك:
- "ظهور تلك القوات سيكون بداية إدخال القوات البولندية إلى فولينيا وغاليتسيا؛ لذا تشكّل وارسو كتيبتين جديدتين".
- "تدخّل الجيش البولندي في الحرب سيكون أسوأ الخيارات لأوكرانيا".
بين أوكرانيا وبولندا تاريخ دموي يشيع حالة عداء بينهما، خاصة المجازر التي وقعت بينهما خلال الحرب العالمية الثانية وأودت بحياة عشرات الآلاف.
"فاغنر" والمهاجرون
يبرر الخبير العسكري البولندي فالديمار سكريبتشاك، إجراءات بلاده الأخيرة بأن "روسيا تستخدم المهاجرين والمخربين لإضعاف الدول الغربية".
كذلك يعتبر أن "إرسال فاغنر إلى بيلاروسيا هدفه تنفيذ مهام داخل بولندا وليتوانيا وأوكرانيا، تثير المخاوف من حرب هجينة (حرب تجمع بين الحرب التقليدية والسيبرانية وتخريب الاقتصاد والبنية التحتية)."
في المقابل، ينصح المؤرّخ البولندي ميخال كروبا، بلاده بأن "تبقي نفسها خارج النزاع الروسي الأوكراني".
ونقلت عنه وكالة "نوفوستي" أن "السير وراء السياسة الأميركية قد يؤدي لحرب بين روسيا وبولندا، في حين أن المجتمع البولندي لا يريدها".