المصدر: Kataeb.org
الكاتب: بيار البايع
السبت 30 أيار 2020 00:34:26
وسط الصورة السوداوية التي تلف لبنان لاح بصيص امل ونور من لقاء جمع الرئيس العماد ميشال عون بلجنة مهرجانات بعلبك الدولية التي أعلنت في الساعات القليلة الماضية عن حفل موسيقي في نهاية الشهر المقبل من دون جمهور.
الخطوة أقل ما يقال عنها بأنها جبارة في ظل وضع اقتصادي لم يعرف لبنان مثيلا له حتى في عز الازمات اضافة الى الى الوضع الصحي وتفشي كورونا.
ولكن اين تكمن اهمية هذه الخطوة؟
ان مبادرة لجنة المهرجانات ان دلت على شيء فعلى مدى المسؤولية الكبيرة التي تحملها اللجنة وادراكها لما ترمز اليه بعلبك ومهرجانات بعلبك الدولية التي تسكن الذاكرة الجماعية والوجدانية للشعب اللبناني وبالتالي يوم ستطفأ أضواء القلعة سيشعر البعض اننا على ابواب عتمة حالكة ستلف الوطن تماما كما حصل يوم سكنت العتمة القلعة في صيف العام 1975.
ان مبادرة لجنة المهرجانات تؤكد مرة جديدة كما في العام 1994 ان عودة المهرجانات هي عودة الوطن الى سلامه ووحدته.
وفي وقت ينبت لنا كل يوم ملف جديد يؤدي الى المزيد من التباعد بين أبناء الوطن الواحد تأتي مهرجانات بعلبك الدولية لتعيد بعضا من الوحدة واللحمة بين اللبنانيين والامل لشعب أنهكته المحن .
وبناء على كل ما تقدم فان مهرجانات بعلبك الدولية اليوم تخطت الاطار التقليدي لفعاليات فنية تقدم أعمالا فنية خلال موسم الصيف واضحت مع مبادرتها اليوم العنوان والرمز للبنان الذي نريد , لبنان الذي يقاوم فنيا وثقافيا ويتحدى حتى الرمق الاخير الصعوبات على أنواعها.
وفي المحصلة فان المكان الذي عمدته فيروز بصوتها ورصعه الاخوين رحباني بابداعهما لم ولن تزول انواره وما نمر به اليوم ليس سوى غيمة صيف ستعبر كما عبرت سابقاتها وسنعود لنرقص ونغني في بعلبك . وليس مهما ان نكون جسديا هذا العام في القلعة بما ان القلب يرفض مغادرة "الدراج" وصوت فيروز لا زال حتى اليوم يصدح بين الهياكل ويراقص الالهة يوميا.
بيار البايع