بقاء ايران في العراق ليس خيارا: تخرج بهدوء او بالفوضى؟

أفاد مسؤول أميركي أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن حث العراق على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، مشيرا إلى أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد جعل طهران في موقف دفاعي. والتقى بلينكن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في زيارة غير معلنة إلى بغداد الجمعة في إطار جولة إقليمية، بعد ايام من قيام فصائل المعارضة السورية بإطاحة نظام الرئيس بشار الأسد الحليف العربي الرئيسي لأيران والذي استمر حكم عائلته نحو نصف قرن.

وقال مسؤول أميركي إن بلينكن أبلغ السوداني أن إيران في أضعف حالاتها منذ فترة، وأن لدى العراق فرصة لتقليص نفوذ طهران في هذا البلد. وطلب بلينكن تحديدا من السوداني اتخاذ إجراءات صارمة ضد الفصائل العراقية الشيعية المسلحة المدعومة من إيران، والتي هاجمت القوات الأميركية في العراق مرارا وطوال سنوات، حسب ما قال المسؤول شرط عدم الكشف عن هويته.

وقال المسؤول إن بلينكن طلب من السوداني أيضا المساعدة في منع نقل الأسلحة الإيرانية عبر الأراضي العراقية إلى أي جماعات تشكل أذرعا لطهران في سوريا. وقال الوزير الأميركي في بغداد بعد لقائه السوداني "أكدت لرئيس الوزراء التزامنا بالعمل مع العراق بشأن الأمن والعمل دائما من أجل سيادة العراق للتأكد من تعزيزها والحفاظ عليها". واضاف "أعتقد أن هذه لحظة مناسبة أيضًا للعراق لتعزيز سيادته واستقراره وأمنه ونجاحه في المستقبل"، بدون تسمية إيران.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"،  بعد هزيمة محور الممانعة في لبنان فسوريا وقبلهما غزة، تتطلع إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الى "تطهير" العراق من النفوذ الايراني. فالاذرع الايرانية خسرت قوتها وفعاليتها في فلسطين ولبنان وسوريا، ويبقى العراق واليمن.. في النهاية، تتحرك واشنطن ولندن، بالمباشر، ضد الحوثيين. في سوريا، تكفلت هيئة تحرير الشام، بإسقاط نظام بشار الأسد. وفي لبنان وغزة، تولت اسرائيل المهمة. الاخيرة تستعجل اليوم إبعاد ايران من العراق واخراجها منه. واشنطن تدعمها في هذا المطلب، غير انها تحاول تجنب الخيار العسكري وإقناع السلطات العراقية بالطلب الى ايران تفكيك اذرعها العسكرية الموجودة في بلاد الرافدين. ذلك ان البديل سيكون بعملية عسكرية إسرائيلية او بـ"فوضى" على شكل ما حصل في سوريا.