بلد الطوباوي

كتبت جانين القاصوف :

بلد الطوباوي

سكن الظلام واستولى الخوف، دُقت طبول الحرب ولمعت أدوات القتل. 

بيروت في عامها الرابع بعد التفجير ترزح تحت ثقل رمادها، العاصمة خُنق صوتها، أم الشرائع تحت مقصلة اللاعدالة.

كل ما فينا محطم، مهزوم:
وطن دون سياج، دون شاطئ، دون سماء،
شعب دون أحلام، دون آمال، دون مستقبل، 
أرض دون أهل، دون تاريخ، دون تراث... 

كل ما فينا محطم، مهزوم:
اقتصاد يترنح بين العناية الفائقة والموت السريري،
صحة ترجو رعاية تلطيفية، 
سياحة تبحث عن سواح ومغتربين كمن يبحث عن ابرة في كومة قش... 

كل ما فينا محطم، مهزوم:
كرسي رئاسي فارغ، وكراسٍ يجلس عليها "أشباه الرجال" ، 
وعود بالنصر، وقوت يومي من دمار وموت وتهجير، 
أمن ممسوك، واغتيالات وجرائم وقتل على مدار الساعة... 

رغم كل ذلك، 
رغم الألم والمصائب، رغم القلق والمرض... 

يأتي طوباوي من زمن العظماء ليبعث الأمل في نفوسنا، ليشعل الرجاء في قلوبنا، ليزرع السلام في وطننا، وطن القداسة الممزوجة بمرارة الاحتلال والاستعمار، وطن القيامة المعجونة بدماء شهداء الحق والعدل، وطن الرسالة على لسان البابا القديس. 

هنيئا لنا البطريرك الدويهي الطوباوي، بطريرك العلم والعمل والعلى، بطريرك يذكرنا بأن الراعي الصالح هو الذي يحمي ويدافع عن رعيته حتى الرمق الأخير.