المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يولا هاشم
الثلاثاء 27 أيار 2025 15:11:25
منذ أيام، جال السفير البريطاني في لبنان هاميش كول على الحدود الشرقية، واستمع من المسؤولين العسكريين الى شرح حول مهمتهم ضمن اطار جهود الجيش لمراقبة الحدود وضبطها ومنع اعمال التسلل والتهريب.
واكدت السفارة في بيان التزام بريطانيا بتعزيز قدرات الجيش في بسط سلطته على الحدود ومكافحة انشطة التهريب وحماية المجتمعات المحلية. وكشف السفير في استقبال مشترك مع السفيرة الكندية في لبنان ستيفاني ماكولوم خلال حفل تكريم الصحافيين الذين يعملون في الخطوط الامامية في جنوب لبنان، ان بريطانيا عازمة على استئناف بناء الابراج على الحدود الشرقية بحيث تغطي كامل الحدود للمساعدة على ضبطها بعد إنجاز أعمال الترسيم بين لبنان وسوريا والموضوعة على نار حامية. ويواصل السفير البريطاني اتصالاته مع المعنيين بانتظار الظرف الملائم لاستئناف بناء الابراج، بحسب ما نقل عنه الصحافيين بعد جولته على الحدود الشرقية. فهل من خطط قريبة لبناء ابراج جديدة؟
العميد الركن بسام ياسين يقول لـ"المركزية" :لا نعلم الى أي مدى يمكن التوصل الى حلول في مسألة الحدود أكان في الجنوب أم الشرق، لكن الخرائط متوفرة، رغم وجود مناطق خلافية لم تُحلّ حتى الساعة. إلا أن الوصول الى حلّ ممكن، في حال توفّر قرار من الدولتين يقضي بحلحلته"، مشيرًا الى ان "لبنان لطالما اصطدم بممانعة سورية في مسألة ترسيم الحدود لأن السوريين كانوا يعتبرون لبنان محافظة سورية. اليوم، الجو تغيّر نوعًا ما وبدأت المطالبة بترسيم الحدود بغية ضبطها".
ويشير ياسين إلى ان "البريطانيين يعملون منذ نحو 13 عامًا، على مساعدة الجيش على بناء الأبراج على الحدود واستكمال التدريب في موضوع مراقبة الحدود وتأمين التجهيزات بالتعاون مع الكنديين والفرنسيين والكوريين. إذ ان أكثر من دولة شاركت وقدمت تجهيزات لمراقبة الحدود".
ويضيف: "استُكمِل الترسيم ام لم يُستَكمَل، يبقى بناء الأبراج أمرًا أساسيًا. ليس من الضروري أبدًا تشييدها على الحدود مباشرة، لأن دور البرج مراقبة المتسللين إلى داخل الأراضي اللبنانية، بالتالي عملية المراقبة لا تستدعي الوقوف على الحدود بل خلفها وعلى مسافة تبعد بين 3 و5 كيلومترات أو حسب قدرات المراقبة على تغطية بقعة كاملة. في حين ان عملية الترسيم تستوجب وضع شريط شائك او جدار او أي نوع من أنواع الحدود المتعارف عليها بين الدول".
ويشدد ياسين على "نجاح الانكليز في مجال مساعدة الجيش في بناء الأبراج وتأمين التجهيزات اللازمة ودعم أفواج الحدود البرية". مضيفًا: "يجب اعتماد النموذج نفسه جنوبا، وقد بدأ الحديث عن بناء أبراج على الحدود مع اسرائيل قبل الحرب الأخيرة، لمراقبة عمليات التسلل التي تحصل من الجانب الاسرائيلي باتجاه لبنان، وبالعكس، لأن الجميع يعلم بوجود عامل فلسطيني كان يدخل من وقت الى آخر، للقيام بعمليات داخل الأراضي الاسرائيلية. يبدو ان الموضوع بدأ يسلك طريق التنفيذ، إلا ان نجاحه بالتأكيد يرتبط مباشرة بقدرة لبنان وسوريا ولبنان والعدو ودولة الكيان على حلحلة المشاكل الحدودية العالقة، بغية ايجاد حلّ مستدام لمسألة الحدود، لأننا لا نريد ان نعيد الكرّة كل عام ونختلف مجدّدًا على الحدود".
ويختم: "ثمة مواثيق دولية وخرائط تثبت الحدود. فقد استلم اللبنانيون والسوريون خرائط من الفرنسيين تعود إلى عهد الانتداب تتحدث بدقة عن الحدود. كما لدى لبنان "داتا" كاملة تقريبًا عن الحدود بين لبنان وسوريا. وملف لبنان في موضوع الحدود مع اسرائيل متكامل ولا يحتمل التأويل، وبالتالي ممنوع تبادل الأراضي. نريد حدودنا "على الميلة"، إلا إذا بدأت اسرائيل بنسج السيناريوهات والمزاعم، كما فعلت عند ترسيم الحدود البحرية، ما أدى إلى خسارة لبنان مساحة كبيرة من مياهه، فقط لأنها عولجت بطريقة سياسية".