بن سلمان في واشنطن: زيارة استثنائية ببعدها الإقليمي

أعلن البيت الأبيض، أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيزور واشنطن في 18 تشرين الثاني".

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "بن سلمان يخطط لزيارة طموحة إلى الولايات المتحدة لعقد اتفاق أمني وصفقة نووية مع واشنطن، إلا أن التطبيع مع إسرائيل لا يبدو قريبًا، إذ يشترط الأمير تقدماً نحو إقامة دولة فلسطينية قبل أي اعتراف رسمي، رغم ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق ذلك قبل نهاية العام".

ولفتت الصحيفة الاميركية الى ان "ولي العهد من غير المتوقع أن يعترف بإسرائيل قريبًا، رغم رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. فبعد نجاحه في التوسط لوقف إطلاق النار في غزة، أعلن ترامب أنه على وشك تحقيق إنجاز جديد في السياسة الخارجية، يتمثل في إقناع السعودية بالاعتراف بإسرائيل قبل نهاية العام، إلا أن هذا الطموح الأميركي قد يصطدم بالواقع، فولي العهد، الذي يستعد لأولى زياراته إلى الولايات المتحدة منذ سبع سنوات، يضع أولويات أخرى أكثر إلحاحًا".

الزيارة المرتقبة على جانب كبير من الأهمية بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". على الصعيد الاقتصادي والامني، التعاون بين الجانبين، انتعش مع عودة الرئيس ترامب الى البيت الأبيض. فهو زار الرياض منذ اشهر ووقع سلسلة اتفاقات مع ولي العهد، اي ان هذا التعاون بات "من البديهيات" اذا جاز القول وهو مستمر وسيتعزز.

اما الاستثنائي، فهو الجانب السياسي الإقليمي من المحادثات. فاتفاق غزة  اتى نتيجة تعاون بين الدول العربية والخليجية وعلى رأسها المملكة من جهة وواشنطن من جهة ثانية، وأعقب لقاء بين القادة الخليجيين وترامب تخلله تعهّد من قبله بالتخلي عن مخططات التهجير وضم الضفة واسقاط حل الدولتين.

اليوم، يلتقي الزعيمان من جديد، بينما واشنطن تبدي تشددا تجاه إسرائيل لتلتزم ما تعهدت به في الاتفاق وما تعهد به ترامب للخليجيين قبل الاتفاق. عليه، سيشكر بن سلمان ترامب وسيطالبه بمزيد من الصرامة وبفرض ادخال المساعدات الى غزة ونشر قوة دولية لمراقبة وقف النار، على ان تضغط الدول الغربية لنزع سلاح حماس. وبعد ذلك، يفترض ان تنطلق مفاوضات تؤمن قيام دولة فلسطينية تعطي الفلسطينيين حقوقهم، ومتى تحقق ذلك، فإن المملكة ستصبح جاهزة للانضمام الى الاتفاقات الابراهيمية، لتكرّ سبحتها في المنطقة، علما ان هذه التطورات كلها من شأنها إضعاف دور ايران الإقليمي "العسكري".

الزيارة اذا، وفق المصادر، تستكمل خطة ترامب - بن سلمان للهدوء والاستقرار في المنطقة والتي بدأت خلال زيارة الرئيس الأميركي للمملكة منذ أشهر.